KAMEL BADAWI | دمر عقلك
4355
post-template-default,single,single-post,postid-4355,single-format-standard,ajax_fade,page_not_loaded,,side_area_uncovered_from_content,qode-theme-ver-10.0,wpb-js-composer js-comp-ver-4.12.1,vc_responsive

دمر عقلك

دمر عقلك

كثيراً ما نسمع من الجد والجدة من الأب والأم من الأخ والأخت وحتى عامة الناس مهما اختلفت الثقافات لديهم ومهما تنوعت الأجناس الحكيم منهم والجاهل المجذوب منهم والعاقل كثيراً ما نسمع حكمة أو مثل يقول صاحب صنعتين كذاب والثالثة حرامي وهو مثل يعرفه أهل الحجاز خاصة ولا أعلم من يعرفه غيرهم ولكن بالتأكيد هناك ما يشبه هذا المثل في كل البلاد العربية مثل يشير إلى أن الشخص لا يمكنه أن يجمع بين عملين مختلفين لإنه لن يبدع فيهما ولن يعطيهما حقهما فحتماً سيفقد التركيز ويصعب عليه أن يوفق بين هذا العمل وذاك وبالتأكيد سيكون مُتعباً مرهقا فكيف لإنسان عاقل أن يعمل عملين وأن يفكر بعقلين وأن يحمل في جوفيه قلبين وأن يكون لديه مهارتين حقاً إنها لمعضلة عضال لا يستطيع فعلها ولا أي بطل من الأبطال
عشت جل أيام حياتي وأنا أسمع تعليقات ونصائح سواء أكانت موجهة لي أو لغيري هذه التعليقات كانت في معظمها تدور حول التأكيد على التخصص في شيء واحد مما أذكره
إتخصص في شي واحد عشان تفلح لا تشتت نفسك سيبك من الهجولة ( كلمة معناها عدم الثبات ) ركز ما يصير الكلام ده كدة ما حتتعلم كدة ماحتوصل كدة غلط حاجة حاجة حبة حبة واحدة واحدة إفلح في حاجة أول وبعدين فكر في حاجة تانية ولا مانع من الحاق بعض الشتائم بهذه التعليقات وبعض الصفات مثل ياغبي واخواتها
لقد تمت تربيتنا وبرمجتنا على ذلك وأصبحت تلك العبارات محفورة داخل عقولنا وأصبحنا حتى لا نفكر في أن نجمع بين شيئين أو وظيفتين أو حتى أن نفكر مجرد تفكير في أشياء مختلفة ومن يفعل ذلك سيجد أن هناك من يقف له بالمرصاد فالأب أو الأم أو المدرس أو أياً كان ممن لهم سلطة عليه قد يوبخوه ويجعلوه أضحوكة للقاصي والداني إن لم يعلموا عليه بكفين أو بلسعات من الخيزرانة التي أتذكر طعم حلاوتها وكأنها لسعات دبور عندما زننا على خراب عشه
دعونا نسأل أنفسنا هل خلق الله لنا عقولاً من أجل أن نحصرها في شيء واحد فقط ؟ هل دور الإنسان في هذه الدنيا أن يتعلم شيء واحد وكفى ؟ هل خلق الإنسان ليذهب إلى وظيفة ويرجع منها لينام ثم يكمل ماتبقى له من ساعات يومه في الراحة وشراء المتطلبات وتناول الطعام والإهتمام بالابناء ؟ هل يستطيع البشر أن يعيشوا دون معلومات في شتى المجالات قديماً وحديثاً ومستقبلاً ؟ أعتقد أن الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان يصعب عليه العيش دون تعلم ودون اكتساب مهارات متعددة حتى لو كانت بسيطة
ثم ما الضير من تعلم أكثر من صنعة فهل من يدرس الطب مثلاً ويدرس معه الفلك صاحب بدعة ويعتبر من المارقين الملحدين أم أنه إنسان ناقص العقل سطحي ونعتبره من فاصلي سلوك كهرباء الدماغ أو ببساطة من المجانين مشكلتنا أننا عندما نسمع أن هناك من يفعل أشياء كتلك تظهر لدينا صورة ذهنية مختزنة لأشخاص تافهين ليس لهم منطق ولا هدف أشخاص يسيرون بعشوائية دون خبر يقين أناس يضيعون أوقاتهم فيما لا يصح فما علاقة الطب بالفلك وما علاقة ذلك بذاك نقيس على كل شيء كل شيء ونحن من نقرر بأن ذلك خارج إطار العقل والمنطق والأعراف مع أن الله قد أمرنا أن نفكر ونتدبر ونتأمل ونعقل في كل شيء ولم يحدد لنا وجهة واحدة فترك لنا المجال مفتوحاً بداية من أنفسنا إلى باقي الكون وكرم الإنسان وفضله على سائر خلقه بالعقل الذي لو زال رفع عن صاحبه القلم فلا حساب له ولا عقاب
لنتذكر بعض علماء المسلمين أليس ما فعلوه من تنوع في الدراسة والتفكير والعمل من صلب عقديتنا ؟ ألم نُخلق لنتعلم ونبحث ونفكر ونفيد أنفسنا والناس أجمعين ؟ ليس في شيء واحد بل في كل شيء طالما أن الهدف المعرفة والتقرب الى الله رب العالمين من هؤلاء العلماء وللتذكير فقط
الفارابي اشتهر بإتقان العلوم الحكمية اضافة لاهتمامه في علوم ماوراء الطبيعة فلسفة السياسة المنطق الموسيقى الأخلاق و نظرية المعرفة
ابن سينا عالم وطبيب مسلم اشتهر بالطب والفلسفة
يعقوب ابن اسحاق الكندي : برع في الفلك والفلسفة والكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والموسيقى وعلم النفس والمنطق ويعتبر أول الفلاسفة المتجولين المسلمين كما اشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين بالفلسفة اليونانية القديمة
ابن باجة من أبرز الفلاسفة العرب اهتم بالطب والرياضيات والفلك والأدب والموسيقى.
ابن رشد فيلسوف وطبيب وفقيه وقاضي وفلكي وفيزيائي.
الإدريسي أحد كبار الجغرافيين في التاريخ ومؤسسي علم الجغرافيا كما كتب في التاريخ والأدب والشعر والنبات ودرس الفلسفة والطب والنجوم في قرطبة.
ابن الهيثم عالم موسوعي مسلم قدم إسهامات كبيرة في الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية والإدراك البصري والعلوم بصفة عامة بتجاربه التي أجراها مستخدمًا المنهج العلمي وله العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث
هناك المئات غيرهم ممن عملوا في عدة مجالات وتعلموا أمور عدة وتخصصوا فيها دون أن تسبب لهم الفشل أو التيه أو مجافاة المنطق على العكس تماماً فقد خلدت أسمائهم على مر العصور
أعترض على من يقول تخصص نعم أتخصص فيما يحتاج للتخصص فعندما ادرس الطب مثلاً لا بد لي من أن أتخصص إن كنت لا أريد ان أكون طبيباً عاماً ولكن ذلك لا يمنعني من أن أدرس وأمارس أمر آخر وأتخصص فيه بالتوازي مع الأول ولماذا لا أدرس موضوع لا علاقة له بالطب وأحاول الربط بينهما فمثلاً ما علاقة الطب بالفلك ؟ منطقياً لا علاقة ولكن أليس بالإمكان ربط الطب بمن يصعدون لإكتشاف الفضاء الخارجي ؟ ألا يمكن ربطه بالمناخ في الأجرام السماوية وتأثيرها على صحة الإنسان مجرد تفكير قد يقودنا إلى إكتشافات مذهلة ولماذا لا أدرس موضوع ثالث ورابع وخامس وأتخصص في جميعها أو في بعضه فقد أبدع فيها كما أبدع أسلافنا أم أن ذلك زمن قد مضى وولى وأن أولئك الناس ليسوا كمثلنا في شيء ولماذا لا أكون كما قال المثل زي الزبدية الصيني من وين ما رنيتها بترن
أقول وأنا أتحمل نتيجة ما أقول أن التخصص تدمير للعقل وتحديد لإمكانياته ومنافي لتركيبته التي خلقه الله عليها فإن كان الله في كتابه العزيز وهو خالقنا وخالق عقولنا قد أمرنا أن ننظر إلى أنفسنا وإلى الإبل وإلى السماء وشتان ما بينهم ألا يدل ذلك ويشير إلى أننا نحتاج إلى إعادة التفكير في هذا المثل وفي تلك التربية وذلك المعتقد بأن صاحب الصنعتين كذاب والثالثة حرامي ؟ لدينا تراث وافر من القصص والحكم والأمثال ولكن بعضها يحتاج لوقفة وإعادة تفكير فما أخرنا عن اللحاق بالركب إلا ما نأخذه كأمور مسلمة دون وعي منا أو إدراك نسمع ونفعل دون أي مساحة من التدقيق والتفكير لنقف للحظات ولنتأمل ودعونا من التخاذل حتى في مجرد التفكير أصلح الله حالنا وأحوالنا إنه ولي الأمر والتدبير
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل هذه العبارة صحيحة
تعلّم شيئاً لكل شيء وتعلّم كل شيء لشيءكثيراً ما نسمع من الجد والجدة من الأب والأم من الأخ والأخت وحتى عامة الناس مهما اختلفت الثقافات لديهم ومهما تنوعت الأجناس الحكيم منهم والجاهل المجذوب منهم والعاقل كثيراً ما نسمع حكمة أو مثل يقول صاحب صنعتين كذاب والثالثة حرامي وهو مثل يعرفه أهل الحجاز خاصة ولا أعلم من يعرفه غيرهم ولكن بالتأكيد هناك ما يشبه هذا المثل في كل البلاد العربية مثل يشير إلى أن الشخص لا يمكنه أن يجمع بين عملين مختلفين لإنه لن يبدع فيهما ولن يعطيهما حقهما فحتماً سيفقد التركيز ويصعب عليه أن يوفق بين هذا العمل وذاك وبالتأكيد سيكون مُتعباً مرهقا فكيف لإنسان عاقل أن يعمل عملين وأن يفكر بعقلين وأن يحمل في جوفيه قلبين وأن يكون لديه مهارتين حقاً إنها لمعضلة عضال لا يستطيع فعلها ولا أي بطل من الأبطال
عشت جل أيام حياتي وأنا أسمع تعليقات ونصائح سواء أكانت موجهة لي أو لغيري هذه التعليقات كانت في معظمها تدور حول التأكيد على التخصص في شيء واحد مما أذكره
إتخصص في شي واحد عشان تفلح لا تشتت نفسك سيبك من الهجولة ( كلمة معناها عدم الثبات ) ركز ما يصير الكلام ده كدة ما حتتعلم كدة ماحتوصل كدة غلط حاجة حاجة حبة حبة واحدة واحدة إفلح في حاجة أول وبعدين فكر في حاجة تانية ولا مانع من الحاق بعض الشتائم بهذه التعليقات وبعض الصفات مثل ياغبي واخواتها
لقد تمت تربيتنا وبرمجتنا على ذلك وأصبحت تلك العبارات محفورة داخل عقولنا وأصبحنا حتى لا نفكر في أن نجمع بين شيئين أو وظيفتين أو حتى أن نفكر مجرد تفكير في أشياء مختلفة ومن يفعل ذلك سيجد أن هناك من يقف له بالمرصاد فالأب أو الأم أو المدرس أو أياً كان ممن لهم سلطة عليه قد يوبخوه ويجعلوه أضحوكة للقاصي والداني إن لم يعلموا عليه بكفين أو بلسعات من الخيزرانة التي أتذكر طعم حلاوتها وكأنها لسعات دبور عندما زننا على خراب عشه
دعونا نسأل أنفسنا هل خلق الله لنا عقولاً من أجل أن نحصرها في شيء واحد فقط ؟ هل دور الإنسان في هذه الدنيا أن يتعلم شيء واحد وكفى ؟ هل خلق الإنسان ليذهب إلى وظيفة ويرجع منها لينام ثم يكمل ماتبقى له من ساعات يومه في الراحة وشراء المتطلبات وتناول الطعام والإهتمام بالابناء ؟ هل يستطيع البشر أن يعيشوا دون معلومات في شتى المجالات قديماً وحديثاً ومستقبلاً ؟ أعتقد أن الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان يصعب عليه العيش دون تعلم ودون اكتساب مهارات متعددة حتى لو كانت بسيطة
ثم ما الضير من تعلم أكثر من صنعة فهل من يدرس الطب مثلاً ويدرس معه الفلك صاحب بدعة ويعتبر من المارقين الملحدين أم أنه إنسان ناقص العقل سطحي ونعتبره من فاصلي سلوك كهرباء الدماغ أو ببساطة من المجانين مشكلتنا أننا عندما نسمع أن هناك من يفعل أشياء كتلك تظهر لدينا صورة ذهنية مختزنة لأشخاص تافهين ليس لهم منطق ولا هدف أشخاص يسيرون بعشوائية دون خبر يقين أناس يضيعون أوقاتهم فيما لا يصح فما علاقة الطب بالفلك وما علاقة ذلك بذاك نقيس على كل شيء كل شيء ونحن من نقرر بأن ذلك خارج إطار العقل والمنطق والأعراف مع أن الله قد أمرنا أن نفكر ونتدبر ونتأمل ونعقل في كل شيء ولم يحدد لنا وجهة واحدة فترك لنا المجال مفتوحاً بداية من أنفسنا إلى باقي الكون وكرم الإنسان وفضله على سائر خلقه بالعقل الذي لو زال رفع عن صاحبه القلم فلا حساب له ولا عقاب
لنتذكر بعض علماء المسلمين أليس ما فعلوه من تنوع في الدراسة والتفكير والعمل من صلب عقديتنا ؟ ألم نُخلق لنتعلم ونبحث ونفكر ونفيد أنفسنا والناس أجمعين ؟ ليس في شيء واحد بل في كل شيء طالما أن الهدف المعرفة والتقرب الى الله رب العالمين من هؤلاء العلماء وللتذكير فقط
الفارابي اشتهر بإتقان العلوم الحكمية اضافة لاهتمامه في علوم ماوراء الطبيعة فلسفة السياسة المنطق الموسيقى الأخلاق و نظرية المعرفة
ابن سينا عالم وطبيب مسلم اشتهر بالطب والفلسفة
يعقوب ابن اسحاق الكندي : برع في الفلك والفلسفة والكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والموسيقى وعلم النفس والمنطق ويعتبر أول الفلاسفة المتجولين المسلمين كما اشتهر بجهوده في تعريف العرب والمسلمين بالفلسفة اليونانية القديمة
ابن باجة من أبرز الفلاسفة العرب اهتم بالطب والرياضيات والفلك والأدب والموسيقى.
ابن رشد فيلسوف وطبيب وفقيه وقاضي وفلكي وفيزيائي.
الإدريسي أحد كبار الجغرافيين في التاريخ ومؤسسي علم الجغرافيا كما كتب في التاريخ والأدب والشعر والنبات ودرس الفلسفة والطب والنجوم في قرطبة.
ابن الهيثم عالم موسوعي مسلم قدم إسهامات كبيرة في الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية والإدراك البصري والعلوم بصفة عامة بتجاربه التي أجراها مستخدمًا المنهج العلمي وله العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث
هناك المئات غيرهم ممن عملوا في عدة مجالات وتعلموا أمور عدة وتخصصوا فيها دون أن تسبب لهم الفشل أو التيه أو مجافاة المنطق على العكس تماماً فقد خلدت أسمائهم على مر العصور
أعترض على من يقول تخصص نعم أتخصص فيما يحتاج للتخصص فعندما ادرس الطب مثلاً لا بد لي من أن أتخصص إن كنت لا أريد ان أكون طبيباً عاماً ولكن ذلك لا يمنعني من أن أدرس وأمارس أمر آخر وأتخصص فيه بالتوازي مع الأول ولماذا لا أدرس موضوع لا علاقة له بالطب وأحاول الربط بينهما فمثلاً ما علاقة الطب بالفلك ؟ منطقياً لا علاقة ولكن أليس بالإمكان ربط الطب بمن يصعدون لإكتشاف الفضاء الخارجي ؟ ألا يمكن ربطه بالمناخ في الأجرام السماوية وتأثيرها على صحة الإنسان مجرد تفكير قد يقودنا إلى إكتشافات مذهلة ولماذا لا أدرس موضوع ثالث ورابع وخامس وأتخصص في جميعها أو في بعضه فقد أبدع فيها كما أبدع أسلافنا أم أن ذلك زمن قد مضى وولى وأن أولئك الناس ليسوا كمثلنا في شيء ولماذا لا أكون كما قال المثل زي الزبدية الصيني من وين ما رنيتها بترن
أقول وأنا أتحمل نتيجة ما أقول أن التخصص تدمير للعقل وتحديد لإمكانياته ومنافي لتركيبته التي خلقه الله عليها فإن كان الله في كتابه العزيز وهو خالقنا وخالق عقولنا قد أمرنا أن ننظر إلى أنفسنا وإلى الإبل وإلى السماء وشتان ما بينهم ألا يدل ذلك ويشير إلى أننا نحتاج إلى إعادة التفكير في هذا المثل وفي تلك التربية وذلك المعتقد بأن صاحب الصنعتين كذاب والثالثة حرامي ؟ لدينا تراث وافر من القصص والحكم والأمثال ولكن بعضها يحتاج لوقفة وإعادة تفكير فما أخرنا عن اللحاق بالركب إلا ما نأخذه كأمور مسلمة دون وعي منا أو إدراك نسمع ونفعل دون أي مساحة من التدقيق والتفكير لنقف للحظات ولنتأمل ودعونا من التخاذل حتى في مجرد التفكير أصلح الله حالنا وأحوالنا إنه ولي الأمر والتدبير
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل هذه العبارة صحيحة
تعلّم شيئاً لكل شيء وتعلّم كل شيء لشيء

No Comments

Post A Comment

Loading...