أبنائي يتعرفون على ساندي …

04 Nov أبنائي يتعرفون على ساندي …

من منا لم يقف يوماً حائراً عاجزاً عن فعل أي شيء حيال حدث ألم به ، كلنا مررنا بهذه التجربة ، نراها في أنفسنا ومن حولنا كثيراً …

من اللحظات الصعبة التي مررت بها ولن أنساها سفر أهلى إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً إلى مدينة نيويورك بهدف النزهة والاستمتاع بالمناظر التي تتميز بها تلك المدينة التي تسلب العقول وتسحر الألباب .

فجأة دون سابق انذار يتم اعلان حالة الطواريء القصوى . إعصار ساندي قادم وسيضرب الساحل الشرقي ، اقفلت المطارات وتوقفت حركة السيارات والقطارات ، اغلقت المحلات أبوابها ولم يكن هناك وسيلة للخروج واختفى الجميع من كل مكان خوفاً من الاعصار حتى أصبحت مدينة نيويورك وكأنها مدينة أشباح ، أولادي في غرفتهم ينتظرون ويترقبون فالعاصفة قادمة وقد قتلت العديد وهي في طريقها إليهم ، هم هناك وأنا على بعد الالآف الكيلومترات عنهم عاجز لا أستطيع فعل أي شيء ، ليس عندي ما أقوم به سوى الدعاء لهم بأن يخرجهم الله سالمين من هذه المحنة .

جاء الأعصار بجبروته وقوته ، وفي طريقه دمر ما دمر وأهلك من أهلك ، حطم البيوت والمنازل ، قطع التيار الكهربائي عن أكثر من نصف المدينة ، جاء وذهب و انتهى ، خرج أولادي سالمين بفضل من الله ، لكن المحنة لم تنتهي بعد فما زالت السبل مقطوعة ، كان من المفروض خروجهم يوم الاثنين الموافق 29-10 قبل العاصفة ولكن تأجل الموعد إلى الأربعاء 31-10 ثم تأجل مرة أخرى إلى الجمعة 2-11 ، كل ذلك وهم هناك لا يجدون وسيلة يخرجون بها وأنا بعيد لا أستطيع فعل شيء ، الطريف أنهم لم يجدوا فندقاً يستقرون فيه في تلك الفترة والمدينة في حالة طواريء ، بعد البحث المضني وجدوا غرفة صغيرة لا تكفي لشخصين وهم سبعة أشخاص ولكن ما باليد حيلة فهذا ما هو متاح ، ولأول مرة ينامون وهم قاعدين …

هنا تذكرت أخوة لنا في كل بقاع الأرض يعانون مما هو أمر من ذلك يومياً ونحن في غفلة عنهم ، أخوة لنا أبنائهم يموتون أمام أعينهم ، تدمر المنازل فوق رؤوسهم … يعذبون ويقتلون ، ونحن عنهم غافلون ، فيارب رحماك فأنت الرحمن الرحيم ، رحمتك وسعت كل شيء فأرحمهم برحمتك وأرفع عنهم البلاء إنك على كل شيء قدير … لا تبخلوا بالدعاء فرب دعوة تستجاب فترفع الكثير من البلاء .