KAMEL BADAWI | التخطيط الإستراتيجي … لابد من وجود عدو …
3891
post-template-default,single,single-post,postid-3891,single-format-standard,ajax_fade,page_not_loaded,,side_area_uncovered_from_content,qode-theme-ver-10.0,wpb-js-composer js-comp-ver-4.12.1,vc_responsive

التخطيط الإستراتيجي … لابد من وجود عدو …

التخطيط الإستراتيجي … لابد من وجود عدو …

( في المواجهة في أي مواجهة يوجد عامل واحد أساسي اسمه الغير. سمه ما شئت : الخصم أو العدو أو المنافس أو الشريك فإنه أهم عنصر في المواجهة بل وفي الإستراتيجية بشكل عام ، إنه بالفعل عقبة بالمعنى الحقيقي للكلمة لكنه في نفس الوقت عنصر اطمئنان لأن معارضته لنا تولد إحساسا بأننا نسير في الطريق الصحيح . إنه العنصر الوحيد الذي يبرر في كثير من الأحيان الطريق التي نسلكها لبلوغ الأهداف ، ويكفي أن نتساءل للتأكد من ضرورته الحيوية (إن كان الأمر يحتاج إلى تأكيد) ما فائدة تجنيد عدد هائل ومكلف من الوسائل واعتماد منهجية على درجة كبيرة من التعقيد في غياب خصم ؟ فيما ستفيد مثلا الآلة العسكرية الأمريكية التي تبلغ ميزانيتها نصف الميزانية العسكرية العالمية إذا كانت لا تستجيب لتهديد محدد وليس لها خصم معلن ؟ إن الغير في غياب عدو أو خصم مناسب هو “الشريك” الإستراتيجي الضروري ، فبدون شخص للإغواء لا وجود لاستراتيجية حب ، وبدون عدو لا وجود لاستراتيجية عسكرية ، وبدون منافس لا وجود لاستراتيجية تجارية ، وبدون معارضة لا وجود لاستراتيجية سياسية . تكمن إذن مشكلة الإستراتيجية الحقيقية والوحيدة في تعيين هذا الغير ومنحه وضعا محددا ، هل يجب أن نمنح هذا الغير صفة عدو أم نمنحه صفة شريك ؟ في الإستراتيجية كما في السياسة يفضل غالبا (للأسف) تعيين هذا الغير بوضوح ومنحه صفة العدو ووضع علامة حمراء عليه ، لكن التجربة أكدت دائما حدود هذا النسق الإستراتيجي الاختزالي والمبسط القائم على ثنائية الخير المطلق والشر المطلق ، وهذا واضح بشكل جلي في تجربة الحرب الباردة كما هو واضح اليوم في تجربة الحرب على ” الإرهاب ” وتجارب الحروب الاقتصادية والتجارية ) … نقلاً عن سلسلة فقه الإستراتيجية للدكتور إدريس اوهلال .

2 Comments
  • ahmed
    Posted at 17:24h, 20 November Reply

    شكرا للافادة يا استاذ كامل

  • rada razek
    Posted at 20:59h, 28 November Reply

    بالبداية استاد كامل اود ان اشكر حضرتك على حسن اختيارك لمواضيع كثير مهمة في حياتنا اليومية .وسهرك على توضيح مانجهله نحن بانشغالنا بالظروف .انت تزودنا دائما بما نجهله . دون ان نتعب او نجهد انفسنا للوصول اليه.فكم من اشياء مختفية تماما عن دهننا حضرتك نسختها في عقولنا نحن القراء. جزاك الله الف خير .وفي انتظار الجديد من حضرتكم الموقرة دائما تحياتي

Post A Comment

Loading...