التخطيط … فيل أم دودة

20 Oct التخطيط … فيل أم دودة

تعلمت أن الدودة هي الدودة والفيل هو الفيل … ليس في ذلك جديد ، ولكن الجديد أن الدودة تستطيع أن تكون منتجة ، لها دور فعال ، لها أهمية في هذه الحياة ولنأخذ مثالاً على ذلك دودة القز … هي دودة ولكنها تنتج الحرير … ستظل دودة ولكن لها قيمتها التي لن ينكرها أحد … ولكن عندما تفكر تلك الدودة في أن تصبح فيلاً فإنها بذلك خرجت عن المألوف وعما يمكن فعلاً أن يكون فمن المستحيل أن تكون تلك الدودة فيلاً في يوم من الأيام .

الفيل … لديه مقومات كبيرة وإمكانات ضخمة لم تتوفر لغيره من الكائنات خصوصاً مقارنة بتلك الدودة التي كنا نتحدث عنها ، عليه أن يستغل إمكاناته التي أتيحت له … عليه الشعور بقوته …  وبالطبع هو لا يستطيع أن يكون دودة إلا لو أراد وهنا سيفقد كل تلك القدرات و الامكانات التي لديه … كل تلك الصفات التي يمتلكها  ستزول إن رأى نفسه دودة …

فكر في نفسك وأنظر إلى حالك هل أنت فيل … لو كنت كذلك فأطلق العنان لكل ما تمتلكه من قوة وطاقات وقدرات ، اطلق العنان لنفسك ليكون تأثيرك واضح وبين … ليراك الجميع … ليتعرف كل من حولك على تلك الكتلة الهائلة من المقومات التي لديك ، ولكن احذر أن تغتر بقدرتك … فكر … خطط … أستشر فلا خاب من استشار  ثم قرر …

ولو كنت دودة فلا بأس في ذلك ولكن حاول التحرك والبحث والعمل ليكون لك دور فعال في هذه الحياة ، ولا تتذمر من حالك أبداً … لديك العديد من الامكانات التي تستطيع الاستفادة منها ، فربما ذلك الضئيل كان له دور أكبر من ذلك العملاق ، وقد قيل في الأمثال قزم واقف خير من عملاق راكع …

لكن … الحذر الحذر أن تكون دودة تريد أن تصبح فيلاً أو فيلاً يرى نفسه دودة … هنا وجب علي شكر من علمنى تلك الحكمة التي قلبت كياني وجعلتني أفكر كثيراً في نفسي وأقرر هل أنا فيل أم دودة … بالتأكيد كلاهما أمر جيد لو أحسنا استغلال ما هو مسخر لنا ومتاح بين أيدينا ، وجعلنا لأنفسنا قيمة …