الجرافوثيربي … علاج للسلوك بخط اليد …

الحمد لله الذي علم الإنسان ما لم يعلم القائل جل شأنه: “وَمَا أُوتيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً” والصلاة والسلام على خير خلقه محمد بن عبد الله وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار ومن تبعهم وسلم تسليما كثيرا وبعد…
أولا وقبل الدخول في دراسة علم ومهارات تعديل السلوك عن طريق تغيير نمط الخط (الجرافوثيربي) لا بد من فهم وإتقان علم وفن دراسة الخط (الجرافولوجي) وعلاقته بالنفس البشرية، فإذا نظرنا مثلا إلى الورقة التي نكتب عليها فإننا في الحقيقة ننظر إلى البيئة التي نعيش فيها وعليها نجول ونصول، فالصفحة هي فعلا بيتك ووطنك وأرضك وماضيك وحاضرك ومستقبلك.
أما الكتابات التي تكتبها على هذه الورقة فهي تمثلك أنت وكيف تريد أن تعيش وكيف تتأقلم مع الناس، وهل ترغب أن تعيش في ماضيك بفكرك أم حاضرك أو مستقبلك.
فللهوامش مثلا مؤشرات كبيرة تدل على شخصيتك، فهي تعني الكثير لمحلل الخط، حيث تُظهِر جانبا مهمًّا في فهم البيئة التي تركز عليها من التي لا تكترث بها، وعليها يستطيع المحلل الخبير بما أراه الله وفتح عليه من علم أن يكشف حقيقة هذا الإنسان الذي يخفي مشاعره الحقيقية التي قد يكبتها ظاهرة ولكنها تظهر جلية في ثنايا كتاباته، ففي هذه المذكرة سوف تجد أيها القارئ الكريم بغيتك بإذن الله في فهم كيفية تغيير السلوك البشري بتغيير نمط الخط الذي تكتب به.
الدورة الكاملة للمستوى الأول من هذا العلم يشتمل على:
• تعريفٌ وشرحٌ مفصل لأصول وأسس أنظمة تحليل الشخصية عن طريق الخط بحسب النظريات الحديثة في فهم أصول تغيير السلوك باستخدام القلم، وتشمل الأنظمة الثلاثة التي تمت دراستها في علم الجرافولوجي بمستوَيَيْه الممارِس والممارَس المتقدِّم وسوف نذكر شرحًا مبسطا لها للتذكير، إضافة إلى التعريفات الخاصَّة بالجرافوثيربي.
• بيان شامل لبعض النماذج المعتمدة في طرق تغيير السلوك باستخدام القلم، ويتم هنا التحدث عن كيفية تغيير أشكال الحروف والأشكال العفوية (الشخبطة) والأشكال الهندسية التي لها دور أساسي في تغيير بعض السلوكيات لدى البشر.
• شرحٌ مفصلٌ لكيفية عمل المخ وعلاقته بالخط من الناحية العلمية مع بيان كيفية تخزين المعلومات فيه ودوره في ضبط السلوك.
• معرفة تطبيقات (أسلوب الأنصاري للتوازن الفكري باستخدام القلم) والمعتمد من قبل المعهد الفرنسي والمعهد البريطاني لتحليل الخط، يتم فيه استخدام أشرطة الكاسيت وبعض الأوراق الخاصة لفهم هذا الأسلوب.
• معرفة الخطوات الخمس التي تبنى عليها عملية تغيير السلوك باستخدام القلم، وهي:
1. تعلم التقنية.
2. فهم التقنية.
3. تطبيق التقنية.
4. ممارستها لمدة 21 يومًا.
5. اختبار التقنية.
• تطبيق قاعدة 2×6 للتخلص من الرهاب والخوف باستخدام القلم على النحو التالي:
1. رسم الأشكال المتعلقة بالسرور ست مرات متتالية بسرعات مختلفة بحسب القاعدة.
2. تمرير القلم والشكل المرسوم فوق مستوى العين ست مرات بحسب القاعدة.
• الأسس التطبيقية السبعة لتثبيت السلوك ويشمل الآتي:
1. طريقة الجلوس أثناء تطبيق التقنية.
2. طريقة التنفس.
3. اختيار الشكل الصحيح المرتبط بالسلوك المطلوب تثبيته.
4. وقت تنفيذ التقنية (صباحًا أم مساءً).
5. الفترة الزمنية (عدد الأيام + عدد الساعات في اليوم الواحد).
6. لون القلم المستخدم بحسب الصفة المرغوبة.
7. حجم رأس القلم ونوعه (رصاص – حبر جاف – حبر سائل….إلخ).
• مدلولات الألوان وكيفية استخدامها لتغيير أي سلوك.
• أنظمة “فيرتز هايزن” الخمسة في مهارات تنشيط واسترخاء المخ باستخدام القلم وهي:
1. نظام الإيقاع والتناغم ويعتمد على ضبط المسافات بين الكلمات.
2. نظام الماراثون ويعتمد على سرعات مختلفة في الكتابة ورسم الأشكال العفوية.
3. نظام السلَّم ويعتمد على مهارة كتابة الكلمات وكأنها متساقطة.
4. نظام الجودة ويعتمد على شكل الكتابة (دائرية أم حادة أم مختلطة).
5. نظام البيئة ويعتمد على مكان الكتابة والرسم في الصفحة.
• التعرف على الأشكال العفوية “الشخبطة” المرتبطة ببعض السلوك وكيفية استخدامها في التغيير للأفضل، وهنا يتم التعرف على مجموعة من الأشكال والرسومات والتعرف على مدلولاتها.
• استخدام قاعدة القوس والوتر في الرسومات العفوية بغية تحسين السلوك، وهنا يتم تقسيم الشكل المرسوم إلى أجزاء وشرح كل جزء على حدة.

كيف يعمل الجرافوثيربي:
في الحقيقة إن فن دراسة الخط هو بمثابة النافذة إلى أعماق النفس ومعرفة خبايا العقل، فمن خلال الخط يمكن التعرف على شخصية الكاتب ومعرفة ما يدور في عقله، فهو بصمة العقل أو المخ وذلك أن حركةَ الكتابة تكون تحت التأثير المباشر للنظام العصبي المركزي الذي يَشمل الدماغ، المخيخ والسائل الشوكي، لذا ما يتشكل من أشكال على الورق نتيجة تحريك القلم عليه، يكون بأمر من المخ، وعليه فإن هذه الكتابة يمكن قراءتها ودراستها وفهمها وتعديلها وضبطها، حيث إن كل حركة تصدر من الكاتب سواء في حجم الخط أو ميله أو غيره متعلق بحركة نفسية له، ولكل شكل من تلك الأشكال تفسير نفسي مختلف.
ما هو الجرافوثيربي وكيف يساعدك في تغيير حياتك؟
ذكرنا آنفا أن الكتابة على الورق بمثابة البصمة للمخ وقد خلص خبراء تحليل الخط اليدوي إلى أن الخط بالنسبة للإنسان هو بالضبط حركاته الشخصية التي تعبر عن لغة جسده.
وهذا يعني أن الشخص الذي يميل بجسمه للأمام عند التحدث تراه يكتب في الغالب في اتجاه الكتابة، طبعا كل بحسب اللغة التي يكتب بها، ففي اللغة العربية يكون اتجاه الحروف نحو اليسار حيث إن الخط العربي يبدأ من اليمين وينتهي باليسار، والشخص الذي يتكلم ويميل بجسمه للخلف ترى في خطه ميلا إلى اليمين أي في عكس اتجاه الكتابة وهكذا.
وهذا يقودنا إلى القول بأن أي إنسان إذا أراد أن يتصرف بطريقة مختلفة عما اعتاده فإنه يتحرك بطريقة مختلفة في تحركات جسمه وطريقة كلامه وتنفسه… إلخ. وهذا بالضبط ما يحدث في علم الخط.
فأي تغيير يطرأ على الخط لمدة زمنية كافية تبلغ مدة 21 يومًا إلى 30 يومًا بحيث يكون الخط الجديد بعد ذلك تلقائيا من غير تصنع، فإن السلوك الجديد المرتبط بشكل الخط الجديد ينعكس على سلوك الشخص.
ميل الخط على سبيل المثال يقاس به مدى سيطرة الشخص على تصرفاته وانفعالاته، كما أن قوة الضغط من عدمه على الورقة يكشف جانبًا آخرَ من الشخصية، حيث إنه متعلق بكمية الطاقة الممنوحة لإثبات الذات. وهذا يطلق عليه في علم الخط بنظام الجشتالت أو النظام الشمولي وهو نظام ألماني في التحليل، وهذا له استخدامات كثيرة في الجرافوثيربي سنتطرق إليها في حينها بإذن الله.
أما تتبع أجزاء الحروف من حيث التغيرات التي تطرأ عليها من حيث تغير أشكالها عن أصلها والزيادة فيها أو نقصانها فهو نظام آخر اكتشفه الفرنسيون، ويطلق عليه النظام التكاملي وذلك أنه يتكامل مع النظام الشمولي وبقية الأنظمة.
وأما الأشكال العفوية التي تصدر من الكاتب والتي قد تكون لها معنى ومدلولا مفهوما لدى البشر أو قد لا تكون لها أي معنى أحيانا، فنظام آخر يطلق عليه بالنظام الرمزي وذلك أن هذه الأشكال قد ترمز إلى شيء معروف لدى البشر مما له معنى في عرفهم وقد يقود المحلل الخبير لمعرفة جوانب مهمة من اهتمامات الكاتب بالطريقة التي رسم فيها الشخص هذا الشكل الرمزي.