15 May الجرافولوجي … بين الدجل والحقيقة …
الجرافولوجي بين الدجل والحقيقة
كثير من العامة يرفض موضوع تحليل الشخصية من خلال خط اليد الذي يعرف باسم ( الجرافولوجي ) وهذا أمر طبيعي ، ولكن بعض العلماء الأفاضل والسادة المشايخ وبعض الدارسين لا يرفضونه فقط بل ويحرمونه ، حتى أن البعض قد أدرجه تحت مسمى التنجيم والكهانة ووصل الأمر لوصف من يعمل به ساحراً بل ومشركاً بالله والعياذ بالله ، وسنذكر فيما يلي بعض ما قيل على لسان بعض العلماء الأفاضل ( من موقع الاسلام سوال وجواب ) ، مع العلم أن هذا الرأي ليس رأي جميع أهل العلم :
السؤال : كثر الحديث في المجالس وفي المنتديات بين مؤيد وبين رافض وأقيمت بعض الدورات التدريبية لتعلم علم الخط ـ تحليل الشخصية ـ المسمى بالجرافولوجي هل هو من الدجل والشعوذة أو ليس كذلك ؟ وهل يجوز تعلمه ؟
الحمد لله
أولاً:
إن أحوج ما يكون إليه المسلمون في كل زمان : تعلم العقيدة الصحيحة ، التي ينجيهم اعتقادها من سخط الله وعذابه ، ويميزون من خلالها بين المبتدع والسنِّي ، والصادق والكاذب ، ومع حفظهم لدينهم فإنهم يحفظون أموالهم من أن يسلبها منهم أهل الفساد من أهل الكهانة ، والعرافة ، والشعوذة .
ولا يزال هؤلاء يتفنون في إفساد عقائد الناس ، وسلب أموالهم ، بطوق ملتوية ، ويتبرؤون فيها من كونهم على صفة الكهانة ، أو الشعوذة ، والعرافة .
وانظر فيما نحن بصدده ، فهذا ” العرَّاف ” و ” الكاهن ” يستطيع إخبارك بقائمة طويلة من صفاتك الخلْقية ، والخلُقية ، وشعورك ، والأمراض الجسمية ، والنفسية ، وغير ذلك بأشياء منها : توقيعك ! ، أو كلمات تخطها بيدك ! أو رسماتك على الورق ! ، ويسمون كهانتهم هذه : ” الجرافولوجي ” .
فأي شيء جعله الله تعالى في تلك الحروف والكتابات والرسوم حتى يستدل ذلك الكاهن من خلالها على أمور غائبة عنه ، وهي غيبية في واقع الحال ؟! ثم يزعمون أنه لا يعلم الغيب إلا الله !
وهكذا يستمر مسلسل الكذب ، والكهانة ، بأسماء مختلفة ، وتسمى ” علوماً ” و ” فنوناً ” ، وتُعقد لها الدورات القصيرة ، بأثمان باهظة .
وكل ما جاء في ” الكهانة ” و ” العرافة ” و ” التنجيم ” فهو ينطبق على أولئك الذي يزعمون تلك المعارف بكتابا الشخص ، أو توقيعه ، أو رسوماته .
ثانياً:
قالت الدكتورة فوز كردي – حفظها الله – وهي من أوائل من تنبه لطاغوت البرمجة العصبية وأخواتها ، ولها ردود منتشرة عليهم ، بل حازت على رسالتي الماجستير والدكتوراة في العقيدة وضمنتهما الرد على تلك البرامج والادعات والعلاجات – :
من أنواع الوافدات الفكرية الباطنية أنواع من ما يسمى كذباً ” تحليل الشخصية ” ، ففي استخدام مصطلح ” تحليل الشخصية ” تلبيس ، يلبس به المبطلون على الناس إذ يظن طلاب هذه التحليلات أنها أداة علمية صحيحة ، لذا أود التنويه بأن ما ينشر تحت هذا المصطلح ، ويتداول بين الناس أنواع : منه ما هو شرك ، ومنه ما هو علم ، ومنه ما هو جهل :
أولاً: تحليل الشخصية الباطل :
وهو التحليل المدَّعى بحسب خصائص سرية ، كشخصيتك من خلال لونك المفضل ، أو حيوانك المفضل ، أو حروف اسمك ، وهذه في حقيقتها : كهانة ، وعرافة ، بثوب جديد لا تختلف عن القول بأن من ولد في نجم كذا فهو كذا ، وحظه كذا .
فهذه النماذج للتحليل تقوم على روابط فلسفية ، وأسرار مدعاة ، مأخوذة من الكتب الدينية للوثنيات الشرقية ، وتنبؤات الكهان ، ودعاواهم كخصائص الحروف ، ومن ثم يكون مَن يبدأ اسمه بحرف كذا : شخصيته كذا ، أو من يحب اللون كذا : فهو كذا ، ومن يحب الحيوان كذا : فهو ميال إلى كذا ، وغير ذلك مما قد يظن من يسمعه لأول وهلة بوجود أسس منطقية ينبني عليها مثل هذه الأنواع من التحليل ، وحقيقة الأمر عقائد فلسفية يؤمن معتقدوها بما وراء هذه الأشياء ( الألوان ، الحيوانات ، الحروف ، النجوم ….) من رموز ! وأقلها ضرراً ما تبنى على مجرد القول بالظن الذي نهينا عنه لأنه يصرف عن الحق الذي تدل عليه العقول السليمة والمتوافق مع هدى النقل الصحيح .
وكذا ” تحليل الشخصية ” من خلال الخط ، أو التوقيع ، يلحق بهذا النوع الباطل من وجه الكهانة والعرافة إذا تضمن ادعاء معرفة أمور تتعلق بأحداث الماضي ، أو المستقبل ، أو مكنونات الصدر دون قرينة صحيحة صريحة ، إذ لا اعتبار للخصائص السرية المدعاة للانحناءات ، أو الاستقامة ، أو الميل ، أو التشابك للحروف ، والخطوط ، ولا تعتبر بحال قرائن صحيحة في ميزان العقل السليم ، فهذه النماذج ما هي إلا كهانة ، وإن اتخذت من ” تحليل الشخصية ” ستاراً لها ، قال الدكتور إبراهيم الحمد – معلقًا على الاعتقاد بتأثير تاريخ الميلاد ، أو الاسم ، أو الحرف – : ” كل ذلك شرك في الربوبية ؛ لأنه ادعاء لعلم الغيب ” .
ثانياً : ” تحليل الشخصية ” أو بعض سماتها العلمي الصحيح :
وهو الذي يقوم به المختصون النفسانيون ، ويعتمد على المقاييس العلمية ، وطرق الاختبار الاستقرائية الرامية للكشف عن سمات أو ميول إيجابية في الشخصية خلال مقابلة الشخص ، أو ملاحظة بعض فعاله ، أو تصريحاته ، أو سلوكه ومشاعره في المواقف المختلفة ، بحيث تشكل نتائج هذه الملاحظة دلالات تدل على خفايا شخصية الإنسان يمكن إخباره بها ، ودلالته على طريق تعديلها ، وتنميتها .
فهذه النماذج تختلف عن ذلك الهراء ، والظن المحض ، أو الرجم ، والكذب ، وتعتمد على معطيات حقيقية ، وأسس سلوكية ، يستشف من خلالها بعض الأمور ، وتتضمن الدلالة على طريقة تعديل السيء منها ، وتعزيز الجيد ، ومن ثم تغيير الشخصية للأفضل ، أو تزكية النفس ، ولا تقف عند حد وصف الشخصية بوصف .
ثالثاً: نماذج التحليل التي هي من قبيل الجهل والتعميم غير الصحيح :
مثل شخصيتك من طريقة نومك ، أو من طريقة مشيتك ، أو طريقة استخدامك للمعجون ! أو …أو ….
ومثلها شخصيتك من طريقة من حركات عينك ، ونظراتك ، إذا كانت للأعلى : فأنت كذا ، وإذا كانت ….
فهذه النماذج اعتمادها جهل محض ، وإذا تبعها حديث عن الماضي ، والحاضر ، ومكنونات النفس : دخلت في الكهانة ، والرجم بالغيب ….
وخلاصة الأمر :
أن في العلم الصحيح ما يغنينا عن الباطل ، والجهل ففي الثابت المنقول ما يدلنا على سمات مهمة نكتشف بها أنفسنا ، ومن نتعامل معهم ، كقوله صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث …..) ، وفي الثابت المعقول كثير من الدلالات الصحيحة مثل القول بأن خوف الشخص من دخول مكان واسع مزدحم يدل على خجل ، وبوادر انطواء في شخصيته ، ويحتاج صاحبه لتذكير بمعاني ، وتدريب على سلوكيات ليتخطى هذا الحاجز ، ويزكي شخصيته .
انتهى .
مقال بعنوان ” أنواع تحليل الشخصية [ شرك ، علم ، جهل ] ” من موقعها :
http://www.alfowz.com/index.php?option=com_content&task=view&id=143&Itemid=2
وسئلت – حفظها الله – :
ما قولكم بخصوص دورات تحليل الشخصية بناء على الخط ؟ .
فأجابت :
قد غزت دورات ” تحليل الشخصية ” ساحة التدريب في الآونة الأخيرة ، وكثر إقبال الناس عليها ، أحياناً بدعوى هدف دعوة الأشخاص ، وأحيانا بدعوى معرفة مناسبة هذا الشخص أو ذاك لصداقة ، أو شراكة ، أو زواج ، أو أي أعمال مشتركة ، أو غير ذلك من الأسباب .
والحقيقة : أن الرغبة في اكتشاف المغيبات ، ومعرفة دخائل النفوس : قد تكون في أصلها فطرية ، تغذيها رغبة حب الاستطلاع ، والاستكشاف لدى الإنسان ، إلا أنها رغبة ينبغي أن تضبط بضوابط الشرع ، وينظر إلى ما يفيد منها .
والشرع قد وجهنا بالنسبة للأشخاص والرغبة في معرفة حقيقتهم بتوجيهات عامة ، منها : الحكم على الظواهر بالقرائن الظاهرة ، وترك السرائر إلى الله عز وجل ، وأعطانا قرائن للصلاح ، والفساد كما في دلالة االصدق ، والمحافظة على الصلاة ، على الإيمان .
وجهنا للجوء إلى العليم بالسرائر عبر صلاة الاستخارة الذي يعلم ولا نعلم ، ويقدر ، ولا نقدر متضرعين متذللين .
ولم يثبت في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولا صحابته الكرام ، ولا أحد من السلف المعتد بأقوالهم أنه حاول تحليل شخصية مَن أمامه ، أو معرفة ماضيه ، أو التكهن بمستقبله ، إلا ما كان من ملاحظة قرائن ظاهر الحال .
وبملاحظة مواد ” تحليل الشخصية ” المطروحة : يمكننا القول أن منها ما يتبع القرائن الظاهرة ، كنماذج تحليل الشخصية العلمية التي عادة تشمل ملاحظة الإنسان لنفسه ، أو لآخرين في مواقف متنوعة ، وفق معايير متعارف عليها ، فمثلا الانطوائي الطبع يشعر بالخجل في التجمعات الكبيرة ، يتشاغل إذا قابل الناس هرباً من المواجهة ، ونحو ذلك ، وهذه الطرق وما شابهها نتاج علمي تعلّمه جيد ؛ لتطوير الذات ، وتربية الغير ، مع ملاحظة أن مصمميها أنفسهم يعطون نسبة صدق معينة لنتائجها ، ولا يجزمون بإطلاق النتيجة ، ثم إنها تعطى كخطوة لتعديل السلوك ، وتنمية الشخصية ، فيتبعها عادة تدريبات تحدُّ – مثلاً – من الخجل ، وتدفع لانطلاق أكبر .
ومِن طرق تحليل الشخصية المتبع ما يتعلق بأمور باطنة ، ويُزعم أنها حقائق قطعية ، بل وتعدُّ حكماً على الشخصيات ، لا خطوة لإصلاحها ، وحقيقة هذه الأنواع : كهانة وعرافة بثوب جديد ، لا تختلف عن القول بأن مَن ولد في نجم كذا ، أو طالع كذا : فهو كذا ، وحظه كذا ! .
وقد يزيِّن مروجو هذا الباطل باطلهم فيزعمون أنه ” فراسة ” ! ، أو يلبسوه لبوس العلم والدراسات الاستقرائية ، حتى يظن من يسمعه لأول وهلة بوجود أسس منطقية يبنى عليها ، وحقيقة الأمر : أنها مجرد قول بالظن الذي نهينا عنه من وجه ، كما أنها متعلقة بالتنجيم ، والاعتقاد بالكواكب ، وغيرها من وجه آخر ، ثم هي تصرف عن الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن ما تدل عليه العقول السليمة ، والمتوافق مع هدي النقل الصحيح ، لذلك قال ابن تيمية عن أمثالها في عصره : ” فإنها بديل لهم عن الاستخارة الشرعية ” .
وتقوم أكثر نماذج التحليل من هذا النوع على روابط فلسفية ، وأسرار مدعاة ، مأخوذة من الكتب الدينية للوثنيات الشرقية ، وتنبؤات الكهان ، ودعاواهم ، كخصائص الحروف ، ومن ثم يكون مَن يبدأ اسمه بحرف كذا : شخصيته كذا ، أو خصائص الألوان ، فمن يحب اللون كذا : فهو كذا ، أو أسماء الأبراج الصينية ، فمن يحب الحيوان كذا : فهو ميال إلى كذا ، وغير ذلك ، وأكثر هذه الأمور عند التدقيق فيها : تشمل أمورا صحيحة ، وأخرى خاطئة ، ممزوجان معاً ، لذا تشتبه على كثير ممن يلاحظون الصواب فيها فقط .
ومن هذا النوع الفاسد : ما انتشر مؤخراً بثوب علمي متخذا اسم ” علم الجرافلوجي ” ومضمونه ” تحليل الشخصية ” عبر الخط ، أو التوقيع ، فالحقيقة : أن ما يتضمنه هذا العلم – إن سلمنا بهذا الوصف له – هو الظن ، والرجم بالغيب ، مع العرافة ، والكهانة ، وكلما كان صاحبه أحذق : كلما كان أقرب إلى إعانة الشياطين ، بإخبارهم ببعض المغيبات الماضية ، أو المستقبلية ، مزينين له الباطل على أنه علم إنما تلقاه من معرفته بخصائص دلالة هذا الانحناء في التوقيع ، وتلك الزواية في طريقة كتابة حرف كذا ، ونحو ذلك ، وقد عجبت من تلك المدربة المسلمة – عفوا ” العرَّافة ” – التي مضت تخبر المعلمات في إحدى المدارس بطفولتهن ، وما تحب كل واحدة ، وماذا تكره ، وماذا تتوقع لها مستقبلاً ، زاعمة أن ذلك من فراستها في خطهن وتوقيعاتهن !! .
ولو فكرنا بعقولنا فقط بعيداً عن تأثير الدعاية لفوائد هذه الدورات وإيحاءات نفعها لنتساءل : ما الفائدة المرجوة من ورائها وهي تعطي حكماً على الشخصيات ، لا تعطي دلائل على السمات ، وتدل على طرق تقويمها ؟ .
ثم أي خط ذلك الذي تستشف منه شخصية شخص بارع في محاكاة الخطوط جميعها ، وتزوير التوقيعات ؟ ما هو مصدر هذا العلم ؟ من هم أهله ؟ رواده ؟ ماهي مصادره المكتوبة ؟ ماهي قيمته في الساحات العلمية ؟ وما هي فوائده للحياة والعبادة ، في الدنيا والآخرة ؟ لمَ لَم يعلمنا إياه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك من خير إلا ودلَّنا عليه ، ولا شر إلا وحذرنا منه ، فجزاه الله عنَّا بخير ما جزى نبيّاً عن أمته ، ألف تساؤل وتساؤل ، قد يجد المفتونون بهذه الضلالات جواباً لبعضها ، ويجيدون التهرب من بعضها ، ويبقى أكثرها دون إجابة شافية .
وختاماً : أؤكد أن كل ما نحتاجه لنعرف أنفسنا ، ونعرف الآخرين : قد دل عليه النقل الصحيح ، أوالعقل الصريح ، وما دون ذلك : فهو تزيين الشياطين ، وإغواؤهم ، وصرفهم لبني آدم عما ينفعهم ، وتحليل الشخصية أو بعض سماتها بالمنهج العلمي الذي يقوم به المختصون يختلف عن هذا الهراء الباطل ، فالتحليل الصحيح يعتمد على معطيات حقيقية ، وأسس سلوكية ، يستشف من خلالها بعض السمات العامة للشخصية ، ويتضمن الدلالة على طريقة تعديل السيء منها ، وتعزيز الجيد ، ومن ثَمَّ تغيير الشخصية للأفضل ، أو ما نسميه ” التربية ” ، و ” تزكية النفس ” .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وصرفَ عنَّا ضلالات الباطنية .
http://www.alfowz.com/index.php?option=com_content&task=view&id=87&Itemid=2
ومن مجلة الإبتسامة تحت موضوع تقنيات السعادة الشخصية و التفوق البشري ـ علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات |
أكذوبة الغرافولوجي Graphology |
بقلم: عبد الفتاح بن عمار:
إن قراءة الكف والأفكار والورق وطرق التنجيم فكرة قديمة، ما زال يمارسها العديد من الأشخاص الذين قيل أنهم يستطيعون معرفة شخصيات الناس ، والاطلاع على ما يخبئ لهم القدر من خلال استخدام هذه الطرق التنبؤية ، ورغم أن هذه القراءات ليست إلهاما ، ولا فراسة ، وإنما ناجمة عن عقل دخيل ، يملي على صاحبه سر الشخص الذي يتكهن له ، غير أن علماء الغرب عملوا على إعادة صياغة كل شيء اقتبسوه من سحرة الشرق ، وأخضعوه لمعايير معينة ، وأطلقوا عليه أسماء علمية ، وأظهروه بأنماط جديدة تحمل أسماء جذابة ، ثم روجوا كونها مكتشفات علمية غربية يجب الأخذ بها ، والاستفادة من فوائدها ، وتعليمها للناس ، بيد أن معظم العلوم النفسية لم يكن أصلها غربي ، وإنما أعيدت صياغتها في معامل الغرب.
إن السحر لم يعد سحرا حسب مصطلحات العصر الحديث ، وإنما أصبح علما من العلوم ، والشيطان الذي ذكرته الديانات كونه يوسوس في صدور الناس ، ويزيف الحقائق ، لم يعد له وجودا يذكر ، وإنما يعتبر معنى مجازي يعبر عن النفوس البشرية الشريرة ، بل أصبحت وساوس الشيطان إلهاما وفراسة وعلما من العلوم النفسية ، ولعل الغرب يسعى اليوم لنشر ثقافة جديدة من أجل إبعاد الناس عن ثقافتهم الأصلية ، واستبدالها بثقافة زائفة لخلق أجيال لا يؤمن الخلف منها بموروث السلف.
كيف نشأ هذا العلم ؟
قيل أن أول من قام بمحاولة تفسير رسومات الإنسان وخطوطه أحد الشعراء الأمريكان، الذي تبلورت على يده الفكرة لتصبح علما أطلق عليه اسم ” الأوتوغرافيري ـ Autographery ” ثم جاء من بعده عالم إيطالي في علم النفس ، فنشر كتابا في تحليل الخط عام 1662 م ووضع له أسسا ، ثم جاء من بعده قسيسان فوضعا له قواعد تحليل الشخصيات ، من هنا بدأ لأول مرة وضع مصطلح ” الغرافولوجي ـGraphology ” ، ومنذ ذلك الوقت أصبح يعرف بالعلم الذي يبحث في معرفة شخصيات الناس من خلال خط الكتابة . انتشر هذا العلم في أوروبا حتى عم جميع بلدانها ، ولما وجد قبولا واسعا في أمريكا، قام في مطلع 1915 أحد العلماء الأمريكان بتأسيس جمعية لتحليل الخط ، ثم تبعتها عدة معاهد اختصت في دراسته ، ووضعت له قواعد ثابتة ، وأصبح يدرس أكاديميا في مختلف المدارس والجامعات في أقسام علم النفس ، وصارت استخداماته تطبق في المجال الجنائي وفقا لمناهج ومعايير حسابية وقياسية ، وبالتالي أصبح الغرافولوجي يهتم بتحليل الشكل الخارجي للخط ، وتزامنا مع ظهور هذا العلم ، ظهر علم إلى جانبه إختص بتحليل المضمون ، ولذلك فإن (الغراف) معناه الشكل الخارجي للخط ، وطبقا لشكل الخطوط يتم تحديد شخصية الإنسان الثقافية ومهاراته اليدوية ودرجة أناقته وسلوكه الاجتماعي.
شعوذة خط اليد :
إن علم تحليل الشخصية من خلال الخط ، لا يقوم على مقاييس علمية طبيعية ، وإنما تتداخل فيه (إيحاءات روحانية) ، إيحاءات تتداخل في عقل الإنسان وأحاسيسه ، وهو عامل رئيسي وجزء لا يتجزأ من التطبيقات الحديثة، بل أن الأمر هو أقرب إلى قراءة الأفكار قلبا وقالبا ، وقراءة الورق في الأدب الشعبي ، ولا شك أن معلومات قارئ الورق ، أو المنجم مصدرها قرينهما الباطن . وإنما من عادة الإنسان الغربي الباحث إعادة صياغة كل ما له صفة من الصفات الروحانية وإخضاعه لمعايير معينة جديدة ، وترتيبه وفقا لمقاييس محددة ولتطبيقات مبسطة ، وتقنيات سهلة المنال ، ووفقا للهيكلة الجديدة أخذ أسماء ، وأصبح علما قائما بذاته ، يستخدم في مجالات علم النفس من قبل المعالجين النفسانيين، شأنه في ذلك شأن التقنيات الأخرى.
قد تكون كتابة الخطوط مختلفة من شخص إلى شخص ، وقد يكون بعضها قريب الشبه لبعضها ، ولكن الأغرب أن تحمل هذه الخطوط أوصافا كما لو أنها تبين إن كان الإنسان طيبا أو خبيثا ، أو جادا في عمله أو كسولا ، يستحق تحمل المسئولية أو لا يستحقها ، وجعل خط اليد حجة في اختيار الأشخاص للمناصب الهامة : كالتوظيف والتربية والتسويق والإدارة وتحسين الاتصال مع الآخرين وتحسين العلاقات الزوجية ، واتخاذه كأداة لاختيار الزوج أو الزوجة ، ومعرفة أصحاب الكفاءات القيادية ، ومسئولي المؤسسات والموظفين قبل تعيينهم ، وفي اختيار المهنة والتخصص المناسب ، والهواية الملائمة ، واكتشافه لقدرات الناس ومواهبهم ، ومعرفة الحالات النفسية والعاطفية والجسمانية وجميع الأنشطة . ومع أن هذه التنبؤات جميعها تحمل قراءات غيبية ، إلا أنهم لا يعتبرونها كهانات وتنجيم ، بل يعتبرونها كما يزعمون ” فراسة الخط ” الذي يعلم خبايا النفس ، ويحمل قدره المقدور وبصمة عقله . وهذه الكهانة الجديدة يسعى أصحابها اليوم لإيجاد مكانة لها في الدين حتى لا تلصق بها لعنة الشعوذة والدجل.
لقد ادعى أصحاب هذه الطريقة أن بإمكانهم قراءة شخصية الإنسان من خلال النظر في خط يده ، أو بقراءة موضوع من موضوعات كتاباته ، وبالخطوط كذلك سيتم معرفة نوايا الشخص ، ومعرفة شخصية الكاتب ونوعية انفعالاته بعد تحليل كتاباته ، وخطه على الورق ، وأن كل حركة تكتب على الورق لها دلالة خاصة تفضي إلى معنى من المعاني السرية الكامنة في نفسه.
قال أحد الغرافولوجيين : ” إن العلماء لاحظوا أن الشخص يتعرض طوال فترة حياته لنفس التراكيب الخطية المنتظمة تعلمها في الصغر ويحاول دائما أن يقلدها كما هي ، ولكن مع مرور العمر تظهر شخصية الفرد الذاتية على الخطوط بما يمكنه من تغيير الخط بناء على تركيبة شخصيته ، وبالتالي يمكن ملاحظة التطور العمري عن طريق الخط ، وأفاد أن الخط في الطفولة يميل إلى الاستدارة والكبر وعدم الانتظام أحيانا ، ومع مرور السنوات فإن النمو يتحكم في جهازه العصبي ، وقد يتغير الخط ويعكس في هذه الحالة المرحلة العمرية ، ويستطرد صاحب المقال قائلا : ” إذا كان الشخص في بداية أسمه حرف الألف ، وكتبها بعيدة عن باقي الاسم ، فهذا يدل على خوفه من الناس ، وحبه للوحدة ، أي بمعنى أنه فرد غير اجتماعي ، وإذا كتب الألف مرة قريبة ومرة بعيدة ، فهذا يدل على أنه متردد غير واثق من نفسه.
وإذا كتب الشخص حرف الصاد أو الضاد على شكل مثلث ، فهذا يدل على أن ضغط دمه عال ويتسم بالعصبية الشديدة ، أما إذا كتب الصاد والضاد على شكل دائري ، فهو شخص كتوم لا يعبر عما بداخله بسهولة ، وهو غامض السلوك وغير صريح في التعبير عن مشاعره وأفكاره . وأما عن حجم دوائر الخط ، فذلك يتوقف على درجة اتساعها ، فكلما اتسعت الدائرة للحروف والشكل دل ذلك على كرم هذا الشخص ، ولا يعني أن يكون كريما في إنفاق المال فقط، وإنما يمتد إلى البذخ في العواطف وغزارة الإنتاج.
وانه كلما ضاقت دائرة حروفه ، كان من النوع البخيل ، سواء في المال أوالعواطف ، أو في أي شيء آخر ، وهذا النوع لا يصلح أن يكون تاجرا أو اقتصاديا ناجحا ، وإذا امتد الخط طويلا في عدة حروف مثل السين ، دل ذلك على أن الشخص خجول غير واثق من نفسه.
وإذا كانت الحروف فوق السطور ، وطالت عن الحد ، دل ذلك على السمو وارتفاع الروحانية ، أما إذا كتب الحروف تحت السطر ، فإنها تدل على أن الشخص بوهيمي ، يميل إلى المشاعر الحسية.
وإذا كانت خطوط الإنسان تسير في خط معتدل على السطر وبطريقة منتظمة ، دل ذلك على أن صاحبها ذو شخصية سوية معتدلة في كل شيء ، أما إذا مال الخط عن السطر ، واتجه إلى أسفل في ميل شديد ، دل على إصابته بالاكتئاب والقلق ، ولكن العكس إذا مال الخط إلى الارتفاع بميل ملحوظ ، حيث يدل ذلك على أن صاحب الخط طموح يرجو أن يحقق أحلامه وهو يعمل من أجل ذلك.
وإنه إذا كانت الحروف بزوايا حادة، فان ذلك يدل على خلل عقلي أو ضعف نفسي ، وإذا زادت الدوائر في الكتابة ، دل ذلك على أنه كتوم وطاقته في الاندماج مع الناس قليلة ، ويفضل العزلة عن الاندماج الاجتماعي” المصدر : موقع للبرمجة
ولعله يفهم من هذه الكهانة أن الإنسان يحمل في خط يده سر قدره ، ونسخة من اللوح المحفوظ ، وأن مصيره وسلوكه وتربيته وحظه وأخلاقه وثقافته ومعاملاته ومستواه الثقافي ومكانته الاجتماعية ومركزه الوظيفي كل ذلك مرتبط بخط يده!!
تصوروا أن كتابة حرف الألف بعيدا عن بقية حروف الاسم تدل على أن الشخص يتسم بصفة الخوف ويفضل الانعزال وعدم الوثوق في نفسه ، وأن الشخص إذا كتب حرف الصاد على شكل مثلث دل ذلك على أنه مصاب بضغط الدم ، ويتسم بالعصبية الشديدة ، وإذا كتب الصاد والضاد على شكل دائري دل ذلك على أنه كتوم غامض السلوك غير صريح في أقواله منافق في أعماله ، يراوغ في كلامه ويخفي حقيقة مشاعره النفسية.
أيعقل من خلال خط يده معرفته إن كان جوادا كريما أو بخيلا في إنفاق المال ؟ ويعرف من خط يده إن كان يصلح تاجرا أو اقتصاديا ناجحا واثقا من نفسه . فإذا تمكنا من معرفة سر خط يده فقد اكتشفنا سر شخصيته ونصيبه من الدنيا وما ينتظره في قابل الأيام ؟!!!
وقصارى ما نؤكده للقارئ والباحث معا في هذا الموضوع ، أنه لا فرق بين الغرافولوجي ، وبين قارئ الأفكار وقارئ الفنجان والمنجم قارئ الورق وقارئ الكف وقارئ خط اليد وخط الرمل وخط الزمن ، الوسائل والعناوين مختلفة والغاية واحدة ، فلا فرق بين التنجيم الذي يوزع حظوظ الناس وأقدارهم على مجموعة من النجوم والكواكب ، وبين هذا العلم الذي يجمع أقدار البشر وأوصافهم وأشكالهم وأسرارهم ونواياهم في خط اليد ، بل هؤلاء عقولهم مسلوبة وأن شياطينهم تتحكم في نفوسهم وتملي عليهم أكاذيبها!!
أعلى النموذج
أسفل النموذج
هذه بعض الفتاوى والمداخلات التي وردت على صفحات الانترنت هنا وهناك ، وانا أعلم يقيناً أن من تحدثوا في هذا الموضوع هم علماء أفاضل وأجلاء دافعهم الغيرة على الدين وحماية المسلمين ، ولكن هل يجوز أن يتحدث أي شخص عن شىء لا يعرفه ولم يدرسه أو يتعمق فيه ولم يعرف خباياه ومكنوناته وفحواه ؟
نعم لقد ظهرت علوم كثيرة واختلط فيها الحابل بالنابل وأصبح المرء عاجزاً عن معرفة الصحيح منها من السقيم ، ولكن أي علم لا يتعارض مع شرع أو عقيدة ولا يخالف نصاً أو قاعدة فقهية ولا يتناقض مع تعليمات الدين بأي شكل من الأشكال ، إضافة إلى أنه مفيد للمسلمين اعتقد أن ذلك يجعله من العلوم الجيدة التي يجب تناولها والأخذ بها والتشجيع على نشرها بدلاً من رفضها وصدها ووصفها بالأباطيل .
لقد منحنا الله عقولنا لنفكر بها ونبدع ونتأمل ونتفكر ونتدبر في خلقه ، كل العلوم غير الشرعية كانت سحراً وشعوذة وأباطيل ولكنها مع مرور الأيام ثبتت وسط العلوم وأصبحت مسلمات لا يمكن التحدث عنها ، تخيل أننا نعيش في العصر الجاهلي وأخبرت شخصاً في مكة أنك تستطيع مخاطبة شخص في المدينة المنورة وأن تراه وأنت جالس مكانك !!! حتماً سيقول لك هذا سجر مبين !!! هل يستطيع ذلك الشخص التحدث عن الواتس أب أو البلاك بيري أو الاسكايب والمسنجر والانترنت وهو لا يفقه فيها شيئاً ولا يعرف خباياها ولا يحل لأحد أن يفتي بغير علم فإن ذلك من كبائر الذنوب ، هذا هو حال الانسان يرفض ما لا يعرف حتى يعرف ، فمن أراد المعرفة فالطرق والأبواب مفتوحة ومن رأى أن ما لديه من معرفة يكفيه فأذكره بقول الله تعالى ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) ، أنا هنا لا أنكر رأي من أنكر هذا العلم ومن أدخله ضمن الشعوذة والسحر والكهانة والغيبيات فلكل شخص رؤيته وتفسيره للأمور ، ولكن من واجبي أن أطرح بعض النقاط حول هذا الموضوع فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ، وسنتناول الموضوع على شكل نقاط ، وهي كما يلي :
ـ يعتمد هذا العلم أساساً على علم النفس جملة وتفصيلاً ، وهو يدرس في معظم جامعات العالم فى أقسام علم النفس ، ولا أظن أن هناك من ينكر الدراسات النفسية والسلوكية التي تخرج إلينا بعلوم وأفكار ودراسات جديدة بصورة مستمرة ، فدراسات النفس البشرية من اصعب الدراسات وهي بحر ليس له قرار .
ـ لماذا تختلف خطوطنا عن بعضنا البعض حجماً وشكلاً ، ولماذا نقوم برسم أشكال عند كتابتنا لم نتعلمها من أحد ، أليس لذلك دلالات أم أنها عشوائيات تخرج من داخلنا .
ـ هل من يقوم بتحليل الخط يتحدث عن غيبيات ، العياذ بالله ممن يفعل ذلك فالغيب لله وحده ولكن لو ذكرنا أن من يدخن سيصاب حتماً بالسرطان أو من يذاكر ينجح أيعتبر ذلك غيباً وضرباً من ضروب التنجيم والكهانة والعرافة ؟
ـ لماذا لا نعترض على طبيب ينظر إلى عينيك فيعرف مشكلة كبدك وينظر إلى لسانك فيري حال معدتك ، ولماذا لا نعترض على أجهزة تخطيط القلب والمخ التي ترسم لنا خطوطاً نبنى عليها نتائج يعتمد عليها الطبيب في توصيف الحالة ، لماذا نقبل اختلاف بصمة العين واختلاف بصمة الصوت وبصمة الأصبع وDNA بينما نرفض بصمة المخ وهي الكتابة بكل ما فيها من أسس ومعايير يمكن الاعتماد عليها في معرفة شخصية كاتبها .
ـ هل اعترض أحد على أساتذة علم النفس أو طريقة تعلمهم والنظريات التي اعتمدت في تعليمهم ، ولماذا نعترض على هذا العلم وهو من صميم علم النفس ويعرفه كل من له علاقة بعلم النفس .
ـ هل من يقوم بتحليل الخط يضع نتائج مستقاة من المجهول دون أسس وقواعد ؟ أم أن هناك أسس وقواعد ومنهاج متبع لا بد لكل من يعمل في هذا العلم الالمام بها ومعرفتها ، إن كان هذا العلم يدرس في جامعات العالم بما في ذلك جامعات العالم الاسلامي الا نعتقد أن هذا العلم له أسسه وخصائصه ومقاييسه النفسية ؟
ـ إن كانت حكومات العالم أجمع تعتمد عليه في حل كثير من المشكلات والجرائم لعل من أهمها مكافحة التزوير اضافة إلى اكتشاف بعض الجرائم فهل الحكومات بمن فيها من مفكرين وعلماء عجزوا عن رؤية صحة هذا العلم من عدمه .
ـ جميع أسس ومعايير هذا العلم تطبق على جميع اللغات فحجم الخط مثلاً مدلولاته فى مصر هي ذاتها في أمريكا أو في الصين أو في القطب المتجمد … وهكذا في باقي المعايير .
ـ ما الضير إن كان هذا العلم يخبرنا أن الشخص صفاته السلوكية كذا وكذا وكذا … وتصل مصداقية هذه النسبة لأكثر من 90 % ألا يرى المعترضون أن ذلك مهم للتعامل مع الآخرين وأن هذا من صميم علم النفس واختبارات المقاييس النفسية التي من الواجب تطبيقها على الصغير والكبير أسوة بما هو شائع في العالم الغربي .
ـ قسم علماء النفس السلوكيات البشرية إلى ثلاثة أنظمة هي : النظام التمثيلي البصري والنظام التمثيلي السمعى والنظام التمثيلي الحسي أو الحركي وقد ذكر ذلك في القرآن مراراً وتكراراً بخطابه عز وجل ( أفلا يبصرون ) ، ( أفلا يسمعون ) ، ( أفلا يتدبرون ) ، اليس ذلك دعوة لأن نتعرف على أنظمتنا وكيف نتعامل مع أنفسنا ومع كل من يحيط بنا ، إن مشكلتنا فى العالم أجمع أننا نعيش ولا ندري ما هي مقوماتنا النفسية والجسمية والسلوكية لنستفيد منها بالحد الأقصى … هنا أوجه سؤال مهم للجميع : هل تعرف ما هو نظامك التمثيلي ونظام من يعيشون معك تحت سقف واحد ؟ أنا أعتقد جازماً بالنفي .
ـ لماذا ندرج كل ما لا نعلمه تحت بند الكهانة والعرافة والتنجيم ولماذا لا نعمل عقولنا فيما لا نعرفه لنرى إن كان مفيداً لديننا ولنا أم لا ومن ثم نرفضه إذا تبين أنه مخالف لديننا وتقاليدنا ، وهل من حق أي شخص أن يفتي فيما لا يعرف ولماذا قبل صدور أي فتوى يجتمع العلماء والمفكرين وخبراء علم النفس للخروج بنتيجة مؤكدة سواء بالقبول أو الرفض بدلاً من النظر إلى الموضوع بمنظار واحد فقط .
ـ لقد وصل العقل البشري إلى إدراك كثير من الأشياء التي قد يصعب على عامة الناس تصديقها كالطاقة والعلاج بواسطتها ، تجرى دراسات الأن تدرس إمكانية السفر عبر الزمن وامكانية التنقل في الفضاء بكل يسر وسهولة ، الم يطلب منا ديننا الاسلامي التأمل والتفكر والبحث والدراسة والتفكير وكان هذا ما دفع بعلماء المسلمين للابتكار والبحث فى علوم كثيرة تعد بعشرات الألوف من المواضيع التي لم تذكر من قبل ولم يتناولها أحد كالتصوير الذي اخترع آلته العلماء المسلمون والساعة والاسطرلاب وعلم الجبر والاحصاء والفلك والكواكب والأبراج ، أليس من الأحرى البحث والدراسة والتأمل والتدبر في كل ما يحيط بنا لنصل إلى ما وصل إليه غيرنا ونتبوأ مكانة علمية كنا قد تبوأنا أعلى المراتب فيها .
إن الفرق بين أي علم من العلوم بما في ذلك الجرافولوجي وبين التنجيم والكهانة فرق واضح لكل لبيب ، ولنذكر بعض هذه الفروقات فقط للتذكير والتفكير :
الجرافولوجي | التنجيم والكهانة |
ـ لا يذكر الأمور الغيبية ، ويعتمد على تحليلات مستقبلية مبنية على الحالة الأنية .ـ له أسس وقواعد ومعايير علمية .ـ يعتمد على الأسلوب العلمي في البحث .
ـ معترف به في المجالات القضائية والجنائية والنفسية والأكاديمية . ـ يخضع لتجارب علمية ونظريات نفسية ودراسات ميدانية تعتمد على عينات دراسية . ـ يندرج تحت قائمة العلوم النفسية . ـ العاملون فيه أساتذة وخبراء وعلماء . ـ كتب فيه هذا الموضوع مئات الكتب والدراسات والأبحاث العلمية بكل لغات الأرض . ـ تنتشر في العالم مراكز استشارات أسرية تعتمد على هذا العلم هدفها وضع حلول للمشاكل الأسرية . ـ يخدم القطاع التعليمي والاعلامي والأسري والنفسي والطبي والقانوني . ـ يهتم بدراسة العديد من العوامل المؤثرة في الخط كالسن والحالة المرضية والمستوى التعليمي والمناخ والبيئة . ـ له دلائل يعتمد عليها فى دراسته ( الحجم والميل والضغط ونقط الألم وأشكال الحروف ) . ـ تعتمد عليه أكثر من 90 % من الشركات فى العالم في التوظيف واختيار الأشخاص الملائمين للوظائف . ـ يمكن عن طريقه كشف التزوير والعديد من الجرائم بطرق مدروسة لذا تعمل به جميع حكومات العالم بدون استثناء . ـ يدرس في معظم جامعات العالم . ـ ليس له علاقة بالرموز والطلاسم والأبراج والطالع . ـ يرفض أي أمور ليس لها علاقة بالكتابة كنوع العطر واللون المفضل والاسم وتاريخ الميلاد . ـ يكشف العديد من الأمراض بالاعتماد على قراءة الجهاز العصبي المسئول عن جسم الانسان مما يساعد فيما يعرف بالطب الوقائي . ـ مهم للتواصل مع النفس ومع الآخرين . ـ يطبق على جميع اللغات العالمية بمقاييس وأسس معروفة . |
ـ يعتمد على التكهنات والأمور الغيبية .ـ لا يعتمد على أسس أو قواعد أو معايير علمية .ـ لا تعتمد على أي طريقة علمية .
ـ غير معترف به سوى لمن يعملون به . ـ ليس له علاقة بأيى تجارب علمية أو أي نظريات او دراسات ، ولا يمكن دراسته ميدانياً . ـ لا يندرج في أي قوائم علمية . ـ العاملون فيه عادة من الجهلاء . ـ ليس له مراجع معتمدة . ـ ليس له أي علاقة بالمشكلات الأسرية أو وضع الحلول التي يمكن الاستفادة منها على المستوى الأسري . ـ لا يخدم أي قطاع . ـ لا يهتم بدراسة أي موضوع . ـ ليس له أي دلائل . ـ ليس من جهات تعتمد عليه . ـ لا يمكنه كشف التزوير أو حل الجرائم إلا عن طريق طرق ملتوية ، ولا توجد حكومة واحدة تعتمد عليه . ـ لا يدرس نهائياً . ـ يعتمد كلية على الرموز والطلاسم والأبراج والطالع . ـ يستخدم أي وسيلة يمكن استخدامها . ـ لا يكشف عن أية أمراض . ـ مهم لمن يعمل فيه فقط حسب اعتقاده . ـ يطبق في بعض الجهات فقط وليس له أسس وقوانين كما ذكرنا سابقاً . |
وفي الختام أتمنى أن أشير إلى أنني لا أعارض نصاً أو أمراً ذكر في كتاب أو سنة ولا أن أشكك في أقوال السادة العلماء ممن تحدثوا حول هذا الموضوع ، ولكننا جميعاً نسعى للعلم والمعرفة وقد أوضحت هنا ما علمت وأتمنى أن أكون قد علمت علماً نافعاً ( من تجاربي الشخصية تم مساعدة العديد من الأشخاص في تحسين سلوكياتهم والتخلص من العديد من مشكلاتهم النفسية والاجتماعية عبر دراسة ما يكتبون ) .
المدرب / عبد المجيد تركستاني
Posted at 13:30h, 12 Januaryالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك استاذي على هذا التوضيح ووفقك الله لما تحب وترضى
Amanda
Posted at 07:49h, 30 JanuaryYour answer shows real inelneigtlce.