15 May الخوف من الثعابين …
اسأل نفسك هذا السؤال : هل تخاف من الثعابين ؟
حتماً ستجد أن إجابتك لن تخرج عن ثلاثة :
ـ نعم .
ـ لا .
ـ لا أخاف ، ولكننى لا أحب ( أقرف من ـ أجزع من ) شكلها وملمسها .
ولكن هل تعلم أنه مهما كانت إجابتك ، فإن الإجابة الأولى هي الإجابة الصحيحة لكل البشر حتى لو أجبت بغير ذلك ، كل الناس تخاف من الثعابين ، وهذا أمر طبيعي ، خلق الإنسان به ، فالخوف شيء فطري ، كلنا نخاف من الأشياء التي لا نعرف عنها شيئاً كخوفنا من العناكب والجن والعفاريت ، فالجهل بالشىء مع تعرف المرء على الكثير من المعلومات السلبية عن ذلك الشىء يسبب زيادة في الخوف منه ، ليس عيباً أن نخاف ، وليس ذلك دليلاً على ضعف فينا وفي شخصيتنا ، فالخوف أمر فطري كما ذكرت سابقاً ، وهو موجود فينا ، يولد معنا ، ويكبر ، ويزداد مع تقدمنا في العمر ، الخوف مطلوب في كل الأوقات ، ولكن فى حدود معينة ، فلا يزداد ليصبح مشكلة مرضية ، وهي ما يعرف بالرهاب ( الفوبيا ) ، ولا يقل ليصبح تهوراً ، وكلا الأمرين مضر لصاحبه … أنا هنا لا أتحدث عن الخوف من الثعابين فقط ، بل أتحدث عموماً عن أي شيء وكل شىء … فكر فيما تخافه ومدى خوفك منه … أتمنى أن يكون خوفك من كل شىء معتدلاً ، ولو لم يكن كذلك ورأيت أن الخوف لديك قد وصل لحد الرهاب أو الفوبيا ، بكل بساطة يمكن معالجة أو الحد من ذلك سواءً أكان من الثعابين أو من غيرها بإتباع بعض الخطوات والإرشادات البسيطة التي أذكر منها ما يلي :
– المعرفة والاطلاع على ما تخاف منه قد يصل بك إلى بعض الحقائق التي تجهلها مما يتيح لك فرصة توسيع مداركك عما تخاف منه فالعلم خير سلاح .
– الحوار والتحليل والإقناع المعرفي ، بمعنى التحاور مع النفس بكل دقة في مخاوفك ، حتى تصل إلى مرحلة أن الخوف من الثعبان أو من غيره هو أمر سخيف ، ويجب أن لا يكون معيقاً لك ، وتذكر أولئك الذين يقومون بصيد الثعابين أو حملها ومداعبتها في حدائق الحيوان والسيرك من الكبار والصغار هم أناس عاديون وليس لديهم أية امكانيات أو قدرات خاصة .
– التعرض المستمر لمصدر الخوف وكل ما يتعلق به ، فعلى سبيل المثال أكثر النظر لصور الثعابين وكل ما يتعلق بها من المنتجات التي تصنع من جلد الثعابين ، وأحرص على مشاهدة بعض الأفلام الخاصة بالحياة البرية التي تظهر فيها الثعابين وطبق ذلك على أي شىء تخافه ، وأبتعد قدر الإمكان عن تلك الأفلام غير العلمية التي قد تزيد من خوفك خصوصاً تلك التي تبالغ وتضخم الأمور .
– يمكن الاستفادة من المجسمات والألعاب البلاستيكية التي هي على شكل ثعبان ، حاول ملامستها عدة مرات ، وتخيل أنها حقيقية ، ويمكن تطبيق ذلك على أي شىء آخر لو كان ذلك ممكناً .
– أكثر من زيارة حدائق الحيوان ، وشاهد الثعابين وهي في أحواض تربيتها ، وراقب سلوكياتها فذلك يزيل بعض حواجز الخوف لديك .
ـ أثبتت الدراسات أن العقار الذي يعرف باسم سيروكسات Seroxat يساعد كثيراً في علاج مثل هذه المخاوف ، ويمكن استشارة الطبيب حول الجرعات المناسبة ( يمكن البدء بجرعة 10 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين حيث يبدأ الشعور بمفعول الدواء بعد تلك المدة ، ثم رفع الجرعة إلى 20 مليجرام يومياً لمدة 6 أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، والتوقف بعد ذلك عن تناول هذا العقار ) .
ـ يمكن اللجوء إلى بعض الطرق الحديثة للعلاج النفسي من الرهاب ( الفوبيا ) كالبرمجة اللغوية العصبية أو العلاج بواسطة تقنية الحرية النفسية أو التنويم الإيحائي والاسترخاء .
فيلمٌ كوميديٌّ عن الخوف من الثعابين
No Comments