الثعبان … وشعار الصيدلة …

جميعنا نرى شعار الصيدلة فى كل مكان ، ولكن لماذا هذا الشعار ؟ ولماذا كان الثعبان تحديداً هو ما وضع في شعار الصيدلة دون غيره من الحيوانات ؟

يرمز هذا الشعار لإله الطب عند الإغريق ، وهو المعروف عندهم باسم ( اسكليبيوس ) ، وهو ينحدر من عائلة امتهنت الطب في زمنهم ، وجده على ما ذكر هو الإله ( أبولو ) ، وهو أيضاً من آلهة الطب لديهم ، وزوجته أو ابنته على الخلاف بين مؤرخيهم هي إلهة الصحة ، واسمها ( هيجيا ) .

ومما ذكروه عنه أن شيرون علمت اسكليبيوس أسرار الطب بالأعشاب، وأمتهنت هذه المهنة حتى تفوق فيها ، ولكنه خالف تعليمات من علموه ، فحاول إحياء الموتى ببعض الأعشاب ، وذكروا أنه وفق في ذلك ، وهذا ما يفسر تجني بعض الغربيين ممن قالوا بأن عيسى – عليه السلام – أخذ علم إحياء الموتى من كتب الإغريق ، وأنه وفق للنبتة التي ضل عنها كثير من الناس ، وأن ذلك ليس معجزة من الله.

يرمز لهذا الإله بصورة رجل يحمل بيمينه عصا يلتف حولها ثعبان ، والرجل هو (اسكليبيوس) ، والعصا شعار المسافر الذي لا يقر له قرار ، والثعبان دليل المعرفة ، فهو الذي عرف اسكليبيوس بنبتة الحياة ، ولهم في ذلك قصة تروى ، وهي أن اسكليبيوس هذا كان مسافراً ، وفي أحد الأيام برز له ثعبان وهو في الفلاة ، فمد عصاه إلى الثعبان ولما التف حولها ، رفعه إلى أعلى ، وضربه على الأرض ، فمات الثعبان ، وبينما هو ينظر فإذا بثعبان آخر يخرج يحمل في فيه نبتة ، وضعها في فم الثعبان الميت ، وما هي إلا لحظات حتى عادت الحياة إلى الثعبان الميت ، فعلم اسكليبيوس بسر هذه النبتة ، وأصبح يستخدمها في إحياء الموتى.

من الملاحظ أن معظم الصيدليات لا تضع صورة اسكليبيوس وإنما صورة العصا والثعبان أو كأس يلتف عليه ثعبان ، وهو ما يشير إلى الدواء ، ولم يتنبه علماء المسلمين إلى ذلك فمن غير اللائق وضع شعارات كتلك خصوصاً في المناطق المقدسة ومن الأولى والأجدر تغيير هذا الشعار أسوة بشعار الصليب الذي تم استبداله بالهلال في منظمات الإغاثة .

.