18 Feb المنقذ …
من خلال تجاربي مع الآخرين ومن خلال تعاملي معهم ، من خلال محاولاتي لحل مشكلاتهم ، وجدت ان البعض منهم يرون أنني المنقذ والمخلص ، يرون أنني الشمعة التي تضىء لهم الدرب ، يرون أنني الأمل الذي طالما انتظروه ، يرون أنني ذلك الانسان المريح الذي طالما بحثوا عنه ، يرون أنني النموذج الجميل المطلوب الذي يريدونه في حياتهم ( لا أتحدث عن شخصي الضعيف وإنما أتكلم بصورة عامة ) … تجارب حقيقية عشتها وأعيشها كل يوم … مشاكل وسلوكيات سلبية يصل بعضها إلى محاولة الانتحار … أحاول مساعدة أصحابها قدر الإمكان والأخذ بيدهم إلى بر الأمان ( من الطريف أنني كثيراً ما أسمع هذه الأسئلة : لماذا تساعد الناس ؟ لماذا تتحملهم ؟ لماذا تحل مشاكلهم ؟ لماذا تتحمل ضغوطهم ؟ ماذا تستفيد من ذلك ؟ دع الخلق للخالق ، كل إنسان معلق من عرقوبه … أسئلة كثيرة من هذا النوع وتعليقات ساخرة أسمعها بصورة شبه دائمة وكأن الأخلاق قد أصبحت شيئاً غريباً ننظر إليها ولأصحابها بدهشة وتعجب واستغراب وكأنهم من كوكب أخر وجنس لا نعرفه ) …
يلجأ إلي الكثيرون في استشارات سواء أكانت عملية أو نفسية أو أسرية ، وعندما أجيبهم بما لدي من بعض العلم ، وعندما أرد على تساؤلاتهم بما فتح الله علي أجدهم وقد بدأت صورتي تتغير في نظرهم من مجيب على أسئلتهم إلى الملاذ الأمن لهم ، من مجرد مساعد إلى مستشارهم الخاص الذي لابد من تدخله في كل الأمور حتى الخاص منها …
فكرت كثيراً في هذا الموضوع ، هل أنا السبب في ذلك ؟ هل وقوفي مع الآخرين هو خطأ ارتكبته وأرتكبه كل يوم ويرتكبه كل من يقومون بما أقوم به ؟ كنت أفكر دائماً في هذا الموضوع ولماذا يرتبط بي بعض من أساعدهم ؟ وأقولها صراحة يرتبط بي البعض ارتباطاً عاطفياً ( لا اتحدث عن العنصر النسائي فقط حتى لا يساء الفهم ولا أقصد بالارتباط العاطفي تلك الصورة القبيحة التي قد ترسم في أذهان البعض والعياذ بالله منهم ) … لماذا ؟ دائماً ما أفكر ودائماً ما يحدث ذلك معي … دائماً ما أجد أن الكثيرين وقد التفوا حولي طلباً للمساعدة والعون والحماية …
وصلت إلى جواب قد يكون هو الجواب الشافي بالنسبة لي لكل ما يحدث … إنها الحاجة الماسة إلى اليد الحانية … إنها الحاجة الماسة إلى الاحساس بذلك الألم الذي بداخل كل واحد منا … إنها الحاجة الماسة لذلك الانسان الذي يعاملنا كبشر ويمسنا من داخلنا لنخرج ما لدينا من أحاسيس ومشاعر ، كلنا بحاجة إلى إنسان بعيد كل البعد عن تلك الصورة السيئة والمطامع المادية التي عادة ما أصبحت توضع في أي علاقة وخصوصاً علاقة المرأة بالرجل والعكس تلك الصورة التي تشوهت مع مرور الزمن ، بحاجة إلى من يستمع إلينا ويوجهنا وكم قل عددهم في هذا الزمان ، كلنا نحتاج لبعضنا البعض ولا نحتاج إلى : ياعم نفض ـ كبر دماغك ـ احنا مالنا ـ خليك في حالك ـ احنا ناقصين ـ عندنا اللي مكفينا ـ بلا وجع دماغ ـ سيبك …
كلنا بدون استثناء نبحث عن ذلك الحائط الذي نستند عليه سواء أكنا إناثاً أو ذكوراً ، تلك الشجرة التي نستطيع أن نستظل بها ونأكل من ثمارها ، كلنا نريد ذلك الاحساس بالأمان في التعامل مع الآخر حتى نخرج ما بجعبتنا من مشاكل وهموم وألم وحزن … كلنا نحمل بداخلنا ذلك التعب وذلك الألم وتلك الأحاسيس والمشاعر التي تتعبنا وترهقنا وتؤرقنا وتزيد من همومنا كلما تقدم بنا العمر … نعم هي حقيقة موجودة ونعيشها ، افتقدنا للإحساس ببعضنا البعض نتيجة الماديات التي أصبحت تحكم جل حياتنا وتطغى على كل شيء حتى المشاعر والأحاسيس … نحن بحاجة إلى إنسان بكل ما تعنيه الكلمة إنسان يقال عليه إنسان وليس ذلك الانسان الذي تجرد من عواطفه ومشاعره وأدميته وكم هم كثر وفي كل مكان وفي جميع المجتمعات …
لدي نصيحة أقولها لنفسي وللجميع … ليس هناك ملاذ ولا سند ولا معين ولا من يريحك ويأخذ بيدك ويشعرك بالسعادة غير الله … نعم الله هو حسبنا وهو مصدر قوتنا … إليه أشكو حالى وضعفي وقلة حيلتي … إليه أبث همي وغمي … أبوح له بكل مكنونات صدري … وأنا على يقين تام أنه خير معين … سيقويني وسيشد من أزري … سيبعث السعادة في صدري … دائماً سيكون معي … مطلع على كل أحوالى … عالم بكل تطلعاتي وآمالي …
ذلك لا يمنع أن نتذكر الكثيرين ممن أسعدونا وحرصوا على تقديم يد العون لنا ومن سعوا إلى ادخال البهجة إلى قلوبنا ولو بكلمة أو ابتسامة ، لا يمنع أن نتذكر من وقفوا بجانبنا في المحن وعند الشدائد ، من أخذوا بأيدينا إلى بر الأمان عندما كدنا نغرق في همومنا … بل وجب علينا تذكرهم وشكرهم فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله … ولكن أن نرتبط بكل من مد لنا يداً … أو نتعلق بكل من شعر بنا أو بادلنا الاحساس وشعر بنا وننسي من سخر لنا كل شيء … هذا خطأ كبير نرتكبه جميعاً وعلينا الحذر منه حتى لا نقع فيما لا تحمد عقباه ، وبدلاً من الراحة نجذب إلينا الألم والشقاء …
عزيزي … عزيزتي … يا من تنظرون إلى هذه الكلمات الآن … أدعوكم وأدعو نفسي معكم بأن نتجه إلى الله في كل أحوالنا في السراء والضراء … في الشدة والرخاء … فقط ارمي بكل حمولك عليه وأنظر إلى كرمه وعطائه … وتذكر دائماً لا تطلب العون إلا من المعين ولن يمنحك أحد ما تستحقه سوى المانح ، ولن تحصل على القوة إلا من القوي … فكم من اناس أتعبونا كثيراً بدلاً من اسعادنا ، وكم من أناس حطموا قلبونا بدلاً من بنائها … وكم وكم وكم … فالسعادة من الله … اشعر بالسعادة والرضا داخل قلبك … أنظر وتأمل كل ماهو حولك وقل الحمد لله فشكر النعمة واجب والقناعة كنز … انظر إلى مصائب الآخرين كي تهون عليك مصيبتك وأحرص على أن لا تكون مصيبتك هي نهاية العالم فكلنا مبتلى وكل منا لديه ما يكفيه من الهموم ولا تجعل همك سبباً للإنحراف أو الخروج عن الطريق القويم والإنجراف ولا تجعل همومك تقودك إلى التفكير السلبي العقيم … قل : يارب … وأنظر إلى رحمة ربك فهو الرحمن الرحيم …
أعجبتني حكمة تقول : مهما تمشي مستقيماً ستجد من ينتقد ميل ظلك …
ابويوسف الاغا
Posted at 20:40h, 18 Februaryدعني أقــول ::::: أن الكثير من الناس يعتقد ويؤكد أن الطيبة والوقوف مع الناس والأخذ بايديهم هى مقترنة ســذاجــة وأن معنى الطيبة أن الانسان أصبح مهضوم الحق وينضحك عليه !!!!!
لكن هناك من يرى ان مواقفنا مع الآخرين ما هي الا مصالح لها مدى زمني تنتهي فيه … ولا يقتنعون أن نمد يدنا لهم ما هو الا تسخير من الله دون الاعتقاد فيه
ولنا عــودة …
خالد زغلول
Posted at 06:23h, 19 Februaryاخي كامل اؤيد اخي ابو يوسف الاغا بما تفضل به وهو ان الله سبحانه وتعالى يسخر بعض من الناس ليكونوا المنقذين والناصحين والموجهين وذلك بما يرضي الله وإن شاء الله انت منهم الله يحميك
Ulisses
Posted at 17:30h, 31 JanuaryNo more s***. All posts of this qultiay from now on
hanan marzouk
Posted at 22:07h, 19 Februaryالسلام عليكم ورحمة الله استاذ كامل..
جميع موضوعات حضرتك تمس الحالة التى نمر بها جميعا سواء على المستوى العلمى او المستوى الاجتماعى بشكل كبير جدا.. فا لك كل التقدير والاحترام استاذى الفاضل..
واحب اقول لحضرتك.. ماتستعجبش ان ده بيحصل معاك.. لأنه بيحصل مع ناس تانيه عندهم نفس النعمه اللى ربنا انعمها على حضرتك.. وهى نعمه الاحساس والشعور بمعاناه الآخرين.. لكن نوعيه الناس ده للاسف قليله جدااااااااااا فى الزمن اللى احنا فيه.. لان كل واحد فى الوقت الحالى مابيفكرش الا فى نفسه وبس.. ولما كمان بيحاول يساعد حد مابيكونش لوجه الله وإنما وراءه غرض غير مصرح بيه بيظهر مع مرور الايام..
لكن اللى بيساعد الناس لوجه الله زى حضرتك وناس تانيه قليله تكاد تكون نادره حاليا.. بيكونوا زى المغناطيس .. واعذرنى حضرتك فى هذا التشبيه.. لانى اجد فعلا من يمتلك هذه النعمه مثل المغناطيس الذى ينجذب اليه من هو فى حاجه ماسه له.. فالانسان المنجدب لكم هو لايريد منكم سوى ان يشعر بأنسانيته ووجوده ..وانه ليس فقط هنا فى هذه الحياة لتلبيه رغبات من حوله وانما يوجد هناك اشخاص ايضا فى حياته تعطيه الدفعه للامام والشعور بالامان لتكمله مشوار الحياة…
لكن الخطأ أن نعتمد على الاشخاص مثل حضرتك فى كل شئ حتى فى الامور الخاصه.. فليس هذا هو ذنبكم انكم تشعرون بالاخرين وتحاولون مساعدتهم .. فيجب الحذر من هذا .. لأن الاعتدال مطلوب .. وزياده اى شئ عن قدره بينقلب الى ضده..وإنما ان يعتمد على الله سبحانه وتعالى.. ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه)