KAMEL BADAWI | النقد … ليس مسألة شخصية …
3916
post-template-default,single,single-post,postid-3916,single-format-standard,ajax_fade,page_not_loaded,,side_area_uncovered_from_content,qode-theme-ver-10.0,wpb-js-composer js-comp-ver-4.12.1,vc_responsive

النقد … ليس مسألة شخصية …

النقد … ليس مسألة شخصية …

مما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو مشاركتي كعضو لجنة تحكيم في مسابقة المدرب الأفضل بأكاديمية قادة التطوير ، كنت أنتقد من واجب الأمانة والحرص على إخراج تلك الجواهر الثمينة الموجودة بداخل كل متسابق ، أنتقد … وأنتقد بشدة حتى يخرج المتنافسون ما لديهم من طاقات وامكانيات … أتحداهم ليتحدوني أقسوا عليهم ليروني قوتهم … أعجبت الكثيرين بقسوتي لأنهم علموا أن مصلحتهم في هذا النقد الذي لا هدف منه سوى البناء والرقي … والبعض اعترض وتذمر ، شكى وبكى ، اعتبر أنني أذمه لشخصه وأنني أقلل من شأنه ومن قدره … معاذ الله أن يكون هذا قصدي ومبتغاي .
في كل المسابقات والمنافسات والمشاركات نجد ما يسمى بـ ( النقد ) ، والنقد يدخل في كل المجالات دون استثناء فهناك النقد الفني والنقد الرياضي والنقد السياسي والنقد الاجتماعي والنقد الشخصي … أنواع كثيرة كلها تصب وتهدف لشىء واحد مشترك هو اظهار العيوب …
ولكن هل اظهار العيوب أمر جيد أم أنه لا يصح ؟ هل هو ظاهرة ايجابية أم سلبية ؟ هل هو مفيد أم أنه لا فائدة مرجوة منه ؟
كثير هم من يخلطون بين النقد والذم فالنقد شيء جميل ومطلوب ، كلنا نحتاج إليه في حياتنا بشكل أو بأخر ، ولنتعرف سويا على معنى النقد في اللغة العربية : يقال نقد الشيء نقد نقداً : نقره ليختبره ، أو ليميز جيده من رديئه ، ويقال : نقد الشعر أظهر ما فيه من عيب أو حسن ، كما يقال أن فلان ينقد الناس بمعنى يعيبهم ويغتابهم .
ولو أخذنا من القول أحسنه لوجدنا أن النقد يعني تمييز الجيد من الردىء والقوي من الضعيف والأحسن من الحسن … وذلك أمر نتفق جميعنا على حاجتنا له في كل حياتنا …
لكل منا طريقته في الانتقاد وهذا ليس عيباً ( إن كان النقد مجرد نقداً وليس ذماً أو تجريح ) فلكل منا أسلوبه وشخصيته ، وعلينا حين ننقد أو أن ننتقد بضم النون أن نعي تماماً أن ذلك نوع من التوجيه لنا ، وحرصاً ممن ينتقدنا لتوجيهنا إلى المسار الصحيح …
قرأت مقولة أعجبتني تقول أن هناك نوعان ممن ينتقدونك :
ـ ناقد يريد أن يطورك
ـ وناقد يريد أن يحبطك
العاقل من يعرف كيف يفرق بينهما !!!
والموفق الحكيم من يستطيع ان يستفيد منهما …
كل ما ارجوه أن نتريث قليلاً ونفكر الا يصب هذا النقد في مصلحتنا والهدف منه تقوية ايجابياتنا وتخفيف عيوبنا … فلنفكر كثيراً ثم نقرر … واحذر أن تأخذ المسألة كمسألة شخصية عندها ستكون قد فقدت كل شيء فلن تكون عاقلاً ولن تكون موفقاً أو حكيماً …
وتذكر الحكمة التي تقول :

لتتجنب النقد … لا تعمل شيئاً … ولا تقل شيئاً … ولا تكن شيئاً …

1Comment
  • عنبر البلوشي
    Posted at 12:20h, 26 December Reply

    الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    مرحباً دكتور كامل.. قبل كل شيء أشكر حضرتك على كتابه هذه المقالة حول النقد.. بالغعل هو ليس مسألة شخصية ” غالباً” كما تفضلت يعتمد على مقصد الناقد وهدفه من النقد..
    ولي راي في هذه النقطة فأرجو أن يسع صدرك وفكرك لراي ونتفكر به معاً..
    النقد في طبيعة البشر شيء مرفوض وغالباً هذا نابع من تجارب الافراد وكل من نقدهم إما بهدف النصح أو التحبيط .. من هدفه التحبيط والتقليل من شأن اي شخص وكسر مجاديفه فهدفه معروف إلا أن غالباً الناقد الناصح يقع في فخ استخدام المفتاح الخطأ للباب الخطأ وهنا الباب لن ينفتح ابداً..
    إن كان هدف الناقد أن يفيد المنقود فعليه هنا أن يستخدم الأسلوب الانسب للشخص المنقود فمثلاً الشخصية “س” من الناس مناسب له النقد المباشر والقوي الحاد حتى يستفيد في المقابل “ص” من الناس لا يناسبه ابداً هذا الأسلوب وربما يفقده الثقة بنفسه وقدراته أكثر” لطبيعته الشخصية وتجاربه السابقة”
    وهنا على الناقد المٌصلح أن يكون حكيماً في استخدام الأسلوب المناسب للشخص المناسب لآن هدفه من الأساس هو الإصلاح والتوجيه والتصويب والتعديل.. وليس التجريح واثبات الصح من الخطأ .. إن كان المفتاح ليس مناسباً للباب فيظل المفتاح مفتاحاً والباب باباً فهذا لا يغير من الشكل العام للأمر ” المفتاح يفتح الباب” لكن السؤال هل المفتاح مناسب لهذا الباب أم..؟
    فبالتأكيد ” لدى البعض ” النقد هدفه التصويب والتطوير لكنهم لعدم استخدامهم الاسلوب الصحيح حطموا حياة اناس سواءً كانوا مدرسين أو معلمين أو اباء او اصدقاء لم يراعوا مدى تأثير الأمر على المنقود..
    فحسن النية ليست كافية أبداً ولا مبررا للسلوك الغير المعبر عنه .. بالنهاية الناقد يعتمد على نيته الباطنية ويرى الأمة من وجهة نظره فيالمقابل المنقود يتقبل الامر وفق وجهة نظره وهنا علينا الخروج عن الدائرتين والنظر إلى الامر من منظور علوي.. ونسأل الله ان يوفقنا أجمعين في ذلك ويرزقنا الحكمة في التميز والتطبيق
    شكراً على هذه الفرصة لكي نناقش نقاط وسلوكيات هامة غالبا يتم النظر اليها من وجهة واحدة..
    ملاحظة لقد حضرت تقيمك الثاني لمتدربين قاعة اسمارك كي.. حول مشروعهم الخاص لتمية مهارات المتدربين”
    فجزاك الله خيراً
    عنبر البلوشي

Post A Comment

Loading...