ثورة التدريب …

25 Nov ثورة التدريب …

لعل الجميع لاحظ أنه خلال السنوات الأخيرة ظهر التدريب بكل أشكاله بصورة كبيرة ومثيرة ، منهم من يدرب عبر التلفزة ومنهم من يستخدم أدوات الاتصال الحديثة كالمواقع الالكترونية والفيس بوك والقاعات الصوتية ، ومنهم من يتجه إلى اليوتيوب ، والبعض تخصص في الاذاعات ، أما البعض فيفضلونها مباشرة أمام الجمهور …

كل ما ذكر أمر جميل وكل تلك الطرق مفيدة ، جميل أن يكون لدينا صحوة علمية والكل يسعى لنشر ما يعرفه وما لديه من معلومات ، ولكن !!!! ؟؟؟؟

من نصدق ولمن نسمع وممن نتلقى العلم ؟ كيف نعرف إن كان هذا مدرباً أم مدعياً ؟ كيف نحكم على صحة أقوال شخص ونحن لا نستطيع تقييم ما يقدمه لنا ؟ أنا لا أريد التشكيك في أحد ولا ذلك هدفي مما أكتب ، ولكن هل يعلم أحدكم أن هناك من يتعالجون بسبب التدريب !!! نعم يتعالجون لدى اطباء في علم النفس نتيجة أخذهم معلومات من أناس مدعين ، هذا أمر بسيط ونقطة من بحر ولكم أن تتخيلوا أن البعض يدربون وهو لا يعلمون خطورة ما يدربونه وما قد يسببه عدم فهم المتلقين من كوارث بكل ما تعنيه الكلمة من كوارث ، هل تعلم أن معلومة خاطئة في موضوع ما قد تتسبب في وفاة بعض الأشخاص ( نعم لهذه الدرجة … في الخارج لاحظ في التفلزة أو فيما يقدم على خشبات المسرح أو حتى في العروض التي تقدم في الشوارع أن هناك قاعدة مفادها لا تقوم بهذا العمل في المنزل وبمعنى آخر إن كنت غير متخصص ) …

هل تريدون معرفة ما أريد قوله وما أرمي إليه هنا … افتح الفيس بوك وقلب الصفحة الرئيسية ستجد اعلانات كثيرة :

المدرب … ـ مايسترو التدريب … ـ عمدة المدربين … ـ المدرب المبدع … ـ المدرب المحترف … ـ المدرب الأول … ـ المدرب الخبير … ـ المدرب الأسطورة … ـ أمير التدريب … ـ مدرب الجيل … ـ مدرب النجاح … ـ المدرب العالمي (لا يحصل المدرب على هذا اللقب إلا لو درب في 3 قارات ) ـ مدرب العصر … ـ كبير المدربين … ـ استاذ التدريب … ـ مدرب الشباب … ـ المدرب العملاق … ـ مدرب الابداع … ـ المدرب الدولي ( لا يحصل المدرب على هذا اللقب إلا لو درب في أكثر من 3 دول ) شيخ المدربين … ـ المدرب المتألق … ـ المدرب … ( ضع ما تشاء من مصطلحات فكل ما تكتبه موجود على الساحة ) …

اعزائي الكرام إن التدريب أمانة علينا أن نؤديها كما يجب ، لو أنقصنا منه شيئاً فذلك يدخل في عدم تأدية الأمانة ، ليس عيباً أن نكون مخطئين ولكن العيب كل العيب أن نصمم على أخطائنا ونستمر ونستمر ونستمر … وهناك من يلحق به الضرر بسبب ما نقدمه له من جرعات فاسدة نلبسها ثوباً غير ثوبها أو كما يقال في الأمثال ( لبس البوصة تبقى عروسة ) …

إن كنت من المدربين الذين منحهم الله علماً فقل الحمد لله أولاً ، ثم فكر فيما تمتلكه من علم ومقومات وأجب على الأسئلة التالية :

ـ هل أنت متمكن من مادتك العلمية ؟

ـ هل أنت واثق من مصداقيتها ؟

ـ هل تعرف كيف توصلها للناس ؟

ـ هل تستطيع أن تغير المفاهيم لديهم ؟

تلك بعض الأسئلة المهمة التي لا بد من مراعاتها كمدربين فإن استطعنا أن نجيب عليه بالايجاب فهذا أمر جيد وكل ما يمكن أن يطلق علينا كمدربين لا بأس به ، ولكن إن كنت مدعياً فالأفضل لك أن تبتعد عن هذا المجال فالتدريب أمانة تحاسب عليها يوم الدين وإن كنت قادراً على حفظ نفسك فلا تؤذي بجهلك الآخرين … نصيحة أقدمها لنفسي قبل أن أقدمها للآخرين …