13 May قرية ذي عين الأثرية …
قرية ذي عين الأثرية من أشهر القرى الأثرية على مستوى المملكة ولا زالت متماسكة بمبانيها الضخمة المبنية بشكل متناسق ورائع حيث يصل عمر هذه القرية أكثر من300 سنة وهي تقع جنوب غربي الباحة في تهامة على بعد 24 كم عبر عقبة الملك فهد بالباحة، على يسار الطريق المتجه إلى المخواة التي تبعد عنها حوالي 20 كم وقد بنيت القرية على قمة جبل أبيض من الصخر وتضم 31 منزلاً ومسجداً صغيراً وتتكون بيوتها من طابقين إلى أربعة طوابق، وقد استخدم أهالي القرية الحجارة في بنائها حيث تم نقل الحجارة بواسطة الجمال أو على ظهور الرجال من السفوح المجاورة أما السقف فهي من أشجار العرعر التي نقلت إليها من الغابات المجاروة، وزينت شرفاتها بأحجار المرو على شكل مثلثات متراصة، كما يوجد فيها بعض الحصون التي كانت تستخدم للدفاع ولحمايتها من الغارات أو لأغراض المراقبة.
الزراعة
وتشتهر ذي عين بزراعة الفواكه المختلفة وخصوصاً الموز الذي يزرع فيها حتى يومنا هذا ويوجد بها عين تجري في كنبع في سفح الجبل سميت بميت القرية باسم هذا النبع الذي لا ينقطع طوال العام وتأتي مياهه المتدفقة من بين الصخور ويتم توزيعه بين المزارعين بما يسمى (الشرب) هو ان يسقي كل شخص حسب كبر مزرعتة في وقت معين ويشير أهالي القرية إلى تسمية القرية بهذا الاسم أن أهالي القرية أصيبوا بقحط شديد وزارهم رجل أعرابي من البادية يبحث عن عصا فقدت عليه عندما كان يرعى الغنم في البادية التي تبعد مئات الكيلومترات من موقع القرية في الجزء الشمالي من الباحة وقال لهم أبحثوا في هذا الموقع وسيخرج الماء لكم وبالفعل قاموا بالبحث وهو واقف معهم فانطلقت العصاه من النبع واصابت عينه فمسكها ولم يخرجها وظل يمشي في الوادي والماء يتبعه حتى وصل إلى نقطة معينة في الوادي ونزع العصا وعنده غار الماء في الأرض. يذكر أن الماء يصل إلى هذا لالموقع فلا يتجاوزه ابدا. والله أعلم.
المناخ
مناخ قرية ذي عين حار صيفا معتدل شتاءا وذلك لكونها في منطقة منخفضة وهي ضمن الجزء الذي يسمى بمنطقة تهامة العليا من منطقة الباحة وترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 1985م تقريبا وتكون الإمطار في هذه القرية غزيرة في فصل الصيف حيث تسقط بمعدل كبير جدا وذلك بسبب موقعها بين كتلة من الجبال مما يودي إلى تكثف الغيوم وهطول الإمطار الرعدية وعادة ما تكون متوسطة في فصل الشتاء وهذا أعطى القرية ميزة بأن تكون جيدة للزراعة.
التاريخ
قرية ذي عين قديمة جدا حيث يعود تاريخ بناء القرية إلى أكثر من ثلاثة مائة سنة تقريبا سميت بهذا الاسم لان هناك عين ماء تقع تحت سفح الجبل حيث تتميز هذه العين بوفرة المياه وعدم الانقطاع بإذن الله عز وجل وهذا كان العامل الرئيسي لوفرة مزارع الموز ولكون شجر الموز يحتاج لنسبة عالية من المياه. وكانت منتجاتها الزراعية تسوّق في مدينة الباحة وكانت تُنقل بواسطة الجمال. وقد عانت هذه القرية من الغزوات القبلية قبل عهد المغفور له الملك عبد العزيز ومما يُذكر أنه وقع في هذه القرية غزوة بين غامد وزه ران مع جيوش محمد علي باشا وقد لقوا فيها أشد هزيمة .
قرية أثرية
والآن نرى قرية ذي عين تتحول إلى قرية أثرية يرتادها كثير من السياح من جميع أنحاء المملكة ودول الخليج العربي والكل يتعجب من طريقة بنائها وكيف كانت حياة أهلها وأصبحت صورة هذه القرية الجميلة تلازم جميع المعارض وصفحات المجلات والصحف والتلفاز وأخيرا الإنترنت.
طبيعة البناء
نجد أن القرية قد اختيرت أن تبنى على مكان مرتفع وذلك لأغراض دفاعية وأيضا لتكون عملية مراقبة المزارع سهلة. فنجد توفر ذلك التل الأبيض الذي شُيدت عليه القرية وهو جبل صغير من المرمر. إن جميع البيوت في هذه القرية مبنية من الحجارة وهذه الحجارة ما خوذه من نفس البيئة لتكون القرية جز لا يتجزءا من البيئة التي تحيط بة ويتراوح ارتفاع هذه المباني تقريبا من ثلاث إلى أربع طوابق ونلاحظ مدى ترابط هذه المباني مع بعضها البعض. فنجد أن كل بيت تسكنه عائلة ممتدة (extended family) وتتكون هذه العائلة من مجموعه من الإخوان يعيشون هم وأولادهم في بيئة اجتماعية متماسكة .
يربط فيما بين البيوت طرق وممرات يتراوح عرضها من خمس إلى ثلاث أمتار تقريبا وتكون هذه الممرات كافية لمرور الناس والمواشي وأيضا لمرور الجمال وهي محملة ، وترتبط القرية بطريق يؤدي إلى منبع الماء من العين حيث يستقي الأهالي منها وأيضا لكي يرتبط مع المزارع وأيضا طريق يؤدي إلى خارج القرية إلى منطقة منبسطة تسمى (العيينة) ويكون في هذه الأرض إقامة الحفلات الشعبية في مواسم الأفراح والأعياد ، ومما يجب ذكره هنا هو أن نقول إن جميع هذه الطرق التي تربط أجزاء القرية فيما بينها البين بأنها تكون مرصوفة بواسطة الحجارة وحيث أنها تكون على أماكن مائلة ولكن تُبنى من المكان المائل وتُملأ بالتراب وترصف بالحجارة
No Comments