19 May الجربوع … والتنازل عن الحرية …
في إحدى رحلات الصيد صادفت جربوعأ ، فأمسكت به دون أن أوذيه ( الجربوع حيوان صحراوي ليلي يشبه الفأر إلى حد ما ولكنه يتحرك بالقفز مثل الكنغر ) ، والتقطت له بعض الصور ثم وضعته على الأرض لكي يكمل مسيرة حياته ويختفي في ظلمات الليل كعادته ، ففوجئت وفوجئ كل من كان معي من ردة فعل الجربوع فقد ظل في مكانه دون حراك ( من المعروف أن الجربوع من الحيوانات السريعة جداً والتي لا تستقر في مكان واحد خصوصاً بالقرب من البشر ) ، جلست أتأمله قليلاً وهو في مكانه لا يبرحه ، اتحسسه تارة وأحثه على الانطلاق تارة أخرى ، ولكنه كان يرفض الأمر بقوة وبإصرار غريبين ، حملته على يدي فإذا به جالساً لا يلقى لي بالاً وكأن لسان حاله يقول لنا : لقد تنازلت عن حريتى ، ورضيت القرب منكم ، فلماذا أنتم متعجبون أيها البشر ، من الغريب والعجيب في موقفه هذا أنني كنت أدفعه وبقسوة لكي يذهب في طريقه لكي لا يصاب بالأذى ، ولكنه كان يرفض الذهاب جملة وتفصيلا ( الجربوع من الحيوانات التي يتم اصطيادها لأكلها فلحمها مميز جداً ولذيذ في رأي البعض ) ، فسبحان من جعل في قلبه السكينة وجعلنا نقضى ليلتنا تلك نتحدث عن ذلك الجربوع الذي كان بالنسبة لي ولرواد الصحاري أمر أغرب من الخيال .
No Comments