18 Feb شخابيط الأطفال …
قد نكون جميعاً لا حظنا الأطفال وهم ممسكون بأقلامهم يرسمون أو يخطون خطوطاً غير متناسقة ولا سوية أو ما يمكن أن نسميه بشخابيط الأطفال ( نقصد بالشخابيط تلك الرسومات العشوائية التي يرسمها الطفل ) .
لو فكرنا قليلاً في سبب قيامهم بذلك حتى قبل أن يتعلموا النطق ودون إراك منهم لما قومون به ، سنجد أن ذلك وسيلة من وسائل التواصل بالنسبة لهم وتفريغ لما يجول بداخلهم ، وما تخفيه مكنوناتهم ، هي وسيلة للتعبير عن أنفسهم ، وسيلة تستخدم بديلاً عن اللغة المنطوقة التي يستخدمها الكبار ، هي مقياس لمشاعرهم وأحاسيسهم ، من خلالها تظهر شخصيتهم بكل ما تحمله من مشكلات نفسية وسلوكيات .
وبالطبع فإن لرسومات الأطفال أهمية بالغة في التعرف على الطفل ومكنوناته النفسية ، ويمكن من خلال تلك الرسومات التعرف على ما يلي :
ـ المشاكل السلوكية .
ـ علاقاته الاجتماعية .
ـ المؤثرين في حياته .
ـ المشاعر السلبية الموجودة لديه .
ـ جوانب القوة والضعف .
ـ الحالة التي يعيشها الطفل ( الخوف – القلق – التوتر – الحزن ) .
ـ قدرته على التواصل .
ـ الحس الجمالي والفني لديه .
ـ الطاقة الموجودة لديه .
ـ سلوكياته وشخصيته .
ولرسومات الأطفال أسس ومعايير يجب الانتباه إليها ، فالتصنيفات العمرية مهمة لأن الطفل من 2 – 5 سنوات يكون فاقداً للسيطرة على حركات يديه ، لا يستطيع التحكم بالقلم فتأتي خطوطه عشوائية إلى حد ما ، وكلما كبر الطفل زادت قدرته في التحكم بالشكل والرسم بطريقة أفضل ، وعندما نتحدث عن الرسم فإننا نتحدث عن الرسومات التلقائية التي تخرج من خيال الطفل دون طلب مسبق له أو تحديد ما يرسم ( يمكن الخروج بالعديد من السمات حتى عند تحديد موضوع الرسم له ) .
إن الموضوع مهم جداً وله أبعاده ، موضوع كبير ومتعمق وله أسس ومعايير لابد على من يحلل رسومات الأطفال الإلمام بها ومعرفتها ، فموقع الرسم على الورقة مهم ، وكذلك حجم الرسومات وعددها ، ضغط القلم ، الترتيب وغير ذلك ، كل تلك الأمور مهمة وتعطي اشارات واضحة لشخصية الطفل ، لذا يجب الانتباه إلى كل كبيرة وصغيرة يقوم بها الطفل على مسرحه الخاص وعالمه الذي يعيشه ويمثله على الورقة .
وفيما يلي سنقوم بسرد بعض النقاط المتعلقة برسومات الأطفال حتى تتضح الصورة أكثر ( الأطفال من 3-5 سنوات ) :
ـ عادة ما يرسم الطفل السعيد اشكال دائرية متصلة بعضها ببعض ومتجهة إلى الأعلى في أي مكان في الورقة .
ـ الطفل القلق يحصر رسوماته في جانب واحد من الصفحة ، وعادة ما يرسم رسومات نحيفة مصمتة كمربع أو شجرة بلا ثمار .
ـ الطفل الحزين رسوماته صغيرة ، غالباً ما تكون رسوماته منحدرة للأسفل .
ـ الطفل المرح يرسم اشكال عفوية وكأنها بالونات أو مناطيد .
ـ الطفل المدلل عادة ما يرسم اشكال هندسية كالمربعات والمستطيلات أو المكعبات .
ـ الطفل الغاضب يرسم أشكالاً حادة مبعثرة على الصفحة ، وعادة ما يضغط على القلم حين يرسم .
ـ الطفل المتوتر يرسم اشكال متغايرة في الحجم ومتقطعة في كل الصفحة .
ـ الطفل الذكي عادة ما يربط في رسوماته بين الأشكال أياً كانت ، كما يستخدم عدة ألوان في الغالب .
ـ الطفل الحساس يرسم اشكال دائرية على يمين الصفحة .
ـ الطفل العنيد يرسم أشكالاً حادة في أعلى وأسفل الصفحة .
ـ الطفل البليد يرسم أشكلاً دائرية متسلسلة وكبيرة غير منضبطة .
وعندما يكبر الطفل ويستطيع التمييز بين الأطوال والأبعاد ( عادة بين 9-10 سنوات ) فإنه يعبر عما بداخله بإحداث خلل في الرسومات فمثلاً عند شعوره بالظلم في محيطه الذي يعيش فيه فإنه يلجأ إلى تغيير الأبعاد والأطوال كأن يرسم شخص بيد قصيرة وأخرى طويلة جداً ، ولو كان حائراً فعادة يرسم شخص دون أطراف خارجية وهكذا …
عادة ما تعكس رسوماته شخصيته والوضع المحيط به بإيجابياته وسلبياته فالوجوه التعيسة تعبر عن تعاسته ، والبكاء يمثل مشاعره واحساسه بالبكاء ، كذلك السعادة والحزن والخوف …
هذه صورة مبسطة عن رسومات الأطفال وبعض دلالاتها لعلها قد تفيدنا في التواصل معهم بشكل أفضل وتضع أيدينا على بعض المشاكل التي يعانون منها دون أن ندري …
No Comments